قد زوّجه بابنته زينب قبل التحريم بين المسلمين والمشركين مع قوله الله تبارك وتعالى : ( إنَّ اللهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ ) (١) ، فهذا مبطل لاحتجاجك علينا بتزويج النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم له بابنتيه.
وأمّا قولك : إنّه كانت له فضائل في الإسلام متقدّمة ، فإن الأعمال بالخواتم في الآخرة ، لابالفضائل الاُولى (٢).
وعلى كل تقدير فما يذكره هذا الكاتب وغيره هو الحق الذي يجب أن تمشي عليه الاباضية في حياتهم الدينية ويجب علينا احترام الصحابة وودّهم على الموازين التي وردت في الكتاب والسنّة ، ولا أظنّ مسلماً على أديم الأرض يبغض الصحابي بما هو صحابي أو بما أنّه رأى النبي أو بما أنّ له صلة به ، ولو كان هناك استنكار فانّما لبعض الصحابة أمثال المغيرة بن شعبة وبسر بن أرطاة ، وعمرو بن العاص ، وسمرة بن جندب لما قاموا به من سفك الدماء البريئة والظلم في الأحكام ، والطلب الحث بلذائذ الدنيا ، كيف لايصحّ التبرّي منهم؟ وقد قال عمرو بن العاص لمعاوية عندما دعاه للمشاركة في الحرب ضدّ علي أبياتاً أوّلها :
معاوية لا اعطيك ديني ولم أنل |
|
به منك دنياً فانظرن كيف تصنع |
فإن تعطني مصراً فأربح بصفقة |
|
أخذتَ بها شيخاً يضرّ وينفع (٣) |
__________________
١ ـ النساء : ٤٨ و ١١٦.
٢ ـ السير والجوابات لعلماء وأئمة عمان ١ / ٣٧٤ ـ ٣٧٥ طبع وزارة التراث القومي والثقافة ، تحقيق سيدة إسماعيل كاشف.
٣ ـ الطبري : التاريخ ٣ / ٥٥٨. اليعقوبي : التاريخ ٢ / ١٧٥ طبع النجف الاشرف.