أنزل الله ، فكان يقول : ( إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبَّي عَذَابَ يَوْم عَظيِم ) (١). فسّر صلىاللهعليهوآلهوسلم ما شاء الله تابعاً لما أمر الله ، يتبع ما جاء من الله ، والمؤمنون معه يعلّمهم وينظرون إلى عمله حتى توفّاه الله عليه الصلاة والسلام وهم عنه راضون ، فنسأل الله سبيله وعملا بسنّته. ثم أورث الله عباده الكتاب الذي جاء به محمّد وهداه ولايهتدي من اهتدى من الناس إلاّ باتّباعه ولايضّل من ضلّ من الناس إلاّ بتركه.
ثمّ قام من بعده أبو بكر على الناس فأخذ بكتاب الله وسنّة نبّيه ولم يفارقه أحد من المسلمين في حكم حكمه ، ولاقسم قسّمه حتى فارق الدنيا وأهل الإسلام عنه راضون وله مجامعون.
ثمّ قام من بعده عمر بن الخطاب قوّياً في الأمر ، شديداً على أهل النفاق ، يهتدي بمن كان قبله من المؤمنين ، يحكم بكتاب الله ، وابتلاه الله بفتوح من الدنيا ما لم يبتل به صاحباه ، وفارق الدنيا والدين ظاهر وكلمة الإسلام جامعة وشهادتهم قائمة ، والمؤمنون شهداء الله في الأرض. وكذلك قال الله : ( جَعَلْنَا كُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ ويكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً ) (٢). ثمّ أشار المؤمنون فولّوا عثمان ، فعمل ماشاء الله بما يعرف أهل الإسلام حتى بسطت له الدنيا وفتح له من خزائن الأرض ما شاء الله. ثمّ أحدث اُموراً لم يعمل به صاحباه قبله ، وعهد الناس يومئذ قريب بنبيّهم حديث. فلمّا رأى المؤمنون ما أحدث عثمان أتوه فكلّموه وذكّروه بكتاب الله وسنّة من كان قبله من المؤمنين.
وقال الله : ( ومنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآياتِ رَبِّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْها إِنّا مِنَ الُْمجرِمِيْنَ
__________________
١ ـ الأنعام : ١٥ ، ويونس : ١٥.
٢ ـ البقرة : ١٤٣.