مُنْتَقِمُونَ ) (١). فسفَّه أن ذكّروه بآيات الله وأخذهم بالجبروت ، وضرب منهم من شاء الله وسجن ونفاهم في أطراف الأرض من شاء الله منهم نفياً أن ذكّروه بكتاب الله وسنّة نبيّه ومن كان قبله من المؤمنين ، وقال الله : ( ومنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بآياتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا ونسِىَ ما قَدَّمَتْ يَداهُ ) (٢).
وإنّي اُبيّن لك يا عبدالملك بن مروان الذي أنكر المؤمنون على عثمان وفارقناه عليه فيما استحلّ من المعاصي عسى أن تكون جاهلا عنه غافلا وأنت على دينه وهواه!! لايحملنّك يا عبدالملك هوى عثمان أن تجحد بآيات الله وتكذّب بها!!! فإنّ عثمان لايغني عنك من الله شيئاً ، فالله ، الله يا عبدالملك بن مروان قبل التناوش من مكان بعيد ، وقبل أن يكون لزاماً ، وأجل مسمّى!! وإنّه كان ممّا طعن المؤمنون عليه وفارقوه وفارقناه فيه ، فإنّ الله قال : ( ومنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَنَعَ مَساجِدَ اللهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِها اُولئِكَ مَا كانَ لَهُمْ أنْ يَدْخُلُوها إلاّ خائِفينَ لَهُمْ فِي الدُّنيا خِزىٌ ولهُمْ فِى الآخِرَةِ عَذابٌ عَظيمٌ ) (٣). فكان عثمان أوّل من منع مساجد الله أن يقضى فيها بكتاب الله. وممّا نقمناه عليه وفارقناه عليه أنّ الله قال لمحمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم ( لاَ تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالغَداةِ والعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ما عَلَيْكَ مِنْ حِسابِهِم مِنْ شَىْء وما مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِم مِنْ شَيْء فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنَ الظَّالِمينَ ) (٤).
فكان أوّل (٥) هذه الاُمّة طردهم ونفاهم ، فكان ممّن نفاهم من أهل المدينة
__________________
١ ـ السجدة : ٢٢ ـ
٢ ـ الكهف : ٥٧.
٣ ـ البقرة : ١١٤.
٤ ـ الأنعام : ٥٢.
٥ ـ في نسخة « خيار ».