فإنّه حقّ أنزله بالحق وينطق به ، وليس بعد الحق إلاّ الضلال فأنّى تصرفون. ولا يضربن الذكر عنك صفحاً ، ولاتشكّنّ في كتاب الله ، ولا حول ولاقوّة إلاّ بالله ، فإنّه من لم ينفعه كتاب الله ، لم ينفعه غيره.
كتبت إليّ أن أكتب إليك بمرجوع كتابك ، فإنّي قد كتبت إليك ، وأنا اُذكّرك بالله العظيم إنّ استطعت بالله لمّا قرأت كتابي ثمّ تدبّر فيه وأنت فارغ ثم تدبّره ، فقد كتبت إليك بجواب كتابك وبيّنت لك ما علمت ونصحت لك. فإنّي اُذكّرك بالله العظيم لمّا قرأت كتابي وتدبّرته ، واكتب إليّ إن استطعت بجواب كتابي إذا كتبت إليك ، إنّما أتنازع فيه أنا وأنت ، انزع عليه بيّنة من كتاب الله اُصدّق فيه قولك ، فلاتعرض لي بالدنيا فإنّه لارغبة لي في الدنيا ، وليست من حاجتي ، ولكن لتكن نصحتك لي في الدين ، ولما بعد الموت ، فإنّ ذلك أفضل النصيحة ، فإنّ الله قادر أن يجمع بيننا وبينك على الطاعة ، فإنّه لاخير لمن لم يكن على طاعة الله. وبالله التوفيق وفيه الرضى ، والسلام عليه ، والحمد لله ، وصلّى الله على نبيّه محمّد وآله وسلّم تسليماً (١).
__________________
١ ـ السير والجوابات لعلماء وأئمّة عمان ٢ / ٣٢٥ ـ ٣٤٥ تحقيق الاُستاذة الدكتورة سيدة إسماعيل كاشف ، ط وزارة التراث القومي والثقافة سلطنة عمان ، والجواهر المنتقاة ١٥٦ ـ ١٦٢ ، وازالة الوعثاء عن اتباع أبي الشعثاء ٨٦ ـ ١٠١.