٢ ـ إنّ أباموسى الأشعري الذي قلَّب الاُمور على علىّ في قضية التحكيم ، كان من أوّل الأمر غير راض ببيعة الإمام ولم يأخذ البيعة له إلاّ بعد اكثار الناس ، ولمّا أمره الإمام باستنهاض الناس واستنفارهم خذَّل الناس عن علي.
والعجب انّه كان يتمسّك في نفس الواقعة برواية سمعها من النبي أنّه قال : ستكون فتنة : القاعد فيها خير من النائم ، والنائم خير من الماشي ، والماشي خير من الراكب (١).
نحن نفترض أنّه سمع من النبي ذلك الكلام ، ولكّنه هل يمكن له تسمية مبايعة المهاجرين والأنصار فتنة ، فلو صحّ ذلك ـ ولن يصحّ حتى لو صحّت الأحلام ـ لماذا لاتكون مبايعتهم السابقين من الخلفاء فتنة ، يكون القاعد فيها خيراً من القائم ، مع أنّ أبي موسي كان فيها من القائمين ، وقد قبل الولاية في عصر الخليفتين ، الثاني والثالث ، حتى اعتنق بيعة الإمام بعد اكثار الناس.
ومن بايع رجلا على الإمامة والقيادة ، كان عليه الذبّ عن إمامه وحياض سلطته.
٣ ـ إنّ الإمام عليهالسلام أشار بقوله : « فما هذا أوّل يومنا منك وانّ لك فينا لهنات وهنات » إلى الجناية التي سوف يرتكبها أبوموسى في قضية التحكيم حيث يخلع عليّاً عن الإمامة والخلافة كما سيوافيك تفصيله.
٤ ـ إنّ في منازعة الشيخين : الزبير وطلحة في أمر جزئي كالإمامة في الطلاة ، يعرب عن طويتهما وما جبّلا عليه من التفاني في الرئاسة ، انظر إلى الرجلين يريدان أن يقودا أمر الجماعة ويكونا امامان للمسلمين وهذه نزعتهما.
__________________
١ ـ الطبري : التاريخ ٣ / ٤٩٨.