بيد أشقاهم شقيق عاقر ناقة ثمود (١).
١٠ ـ لا إمرة إلاّ لله :
هذا هو الوجه الثاني لتفسير شعارهم « لاحكم إلاّ لله » ولكن الخوارج رفضوه عملاً واختاروا عبد الله بن وهب خليفة لهم إلاّ أنّه كانت توجد بين المتطرّفين منهم تلك النظرية. يقول الكاتب المعاصر علي يحيى معمر :
« انعزل معارضوا التحكيم إلى جانب ، واستمسكوا بموفقهم الّذي كانت تعبرّ عنه هذه الكلمة أصدق تعبير ، ونشأ عن هذا الموقف موقف آخر متطرّف كل التطرّف ، فإنّ الكلمة حينما اطلقت وقصد منها أنّه لا يجوز للناس أن يحكِّموا فيما نزل فيه حكم الله ، وذلك ما فهمه الإمام علي ورضى به ، وفهمه المعارضون وعملوا به ».
ولكن اُناساً من المتطرّفين فيما بعد زعموا أنّه لا حاجة إلى الإمارة وأنّه لا داعي لأن يكون للمسلمين حكومة وحملوا كلمة « لاحكم إلاّ لله » هذا المقصد الهدّام ، وهذا التطرّف هو ما سخطته الاُمّة وردّته عنهم ، وتولى الإمام علي شرحه باسهاب وايضاح لايبقى بعده اشكال.
قال الإمام علي وهو يردّ على اُولئك المتطرّفين الذين خرجوا بكلمة « لاحكم إلاّ لله » عن معناها الّذي وضعت له : « كلمة حق يراد بها الباطل ، نعم لاحكم إلاّ لله ، ولكن هؤلاء يقولون لا إمرة إلاّ لله ، وانّه لابد للناس من أمير برّ أو فاجر ، يعمل في امرته المؤمن ، ويستمتع فيها الكافر ، يبلّغ الله فيها الأجل ، ويجمع بها الفيء ، ويقاتل العدو ، وتؤمن به السبل ، ويؤخذ به للضعيف من
__________________
١ ـ مرّ مصدره.