ولا خيرَ في نسك بغير بصيرة |
|
وأجدر من خاض الحروب بصير |
فقالوا أجبهم للّتي قد دعوا لها |
|
فَثمَّ كتابٌ حاكم وامير |
وإلاّ تجبهم يا عليُّ فإنّنا |
|
عداةٌ اشداءٌ عليك نسور |
و ساروا إلى أرض الحروراء واَغْتَدوا |
|
لحرب عليّ والزمان غَدور |
فقال لهم هيّا أنيبوا إلى الهدى |
|
وهيّا معي نحو العداة فسيروا |
أطيعوني ما كنت التبيع لأحمد |
|
فإن أنا لم اتبع خُطاه فثوروا |
فقالوا له أنت الكَفورُ فتُبْ وثُبْ |
|
فما قادنا نحو الجهاد كفور |
وحجّوني بالقرآن إنْ كنُتُم على |
|
مقاطع حقّ فالحقيقةُ نور |
ولمّا تنادوا للقتال تقدّموا |
|
كآساد خفان لهنّ زئير |
فأَرداهُم صُنْو النبي محمّد |
|
بلا ندم والعزمُ منه مرير |
فياعجبا كيف ابن وهب (١) يثيرها |
|
ولم تختصر والرأي منه أسير |
وكان قؤولاً : خمّروا الرأي تُفلحوا |
|
فأكرم آراء الرجال خمير (٢) |
فإن له في عتبة بن ربيعة |
|
مشابه حال تلتقي وتجور (٣) |
الاّ أنّها الأَقدارُ إنْ حانَ حينها |
|
يُغلَّب فِكِّيرٌ (٤) بها وخطيرُ |
ويا ربَّ علم مثل جهل مركب |
|
قليلٌ به الإنسان وهو كثير |
__________________
١ ـ المراد : عبد الله بن وهب الراسبي رأس المحكّمة.
٢ ـ اشارة إلى ما اثر عنه : دعوا الرأي حتى يختمر فلا خير في الرأي الفطير.
٣ ـ تميل.
٤ ـ فكّير : كثر التفكير. خطير : عظيم الشأن.