هذا وقد نقل ابن قدامة : انّ رسل الخوارج جاءوا عمر بن عبد العزيز فكان من جملة ما عابوا عليه الرجم وقالوا : ليس في كتاب الله إلاّ الجلد ، وقالوا : الحائض أوجبتم عليها قضاء الصوم دون الصلاة ، والصلاة أوكد. فقال لهم عمر : وأنتم لا تأخذون إلاّ بما في كتاب الله؟ قالوا : نعم ، قال : فأخبروني عن عدد الصلوات المفروضات وعدد أركانها ، وركعاتها ، ومواقيتها ، أين تجدونه في كتاب الله تعالى؟ واخبروني عمّا تجب الزكاة فيه ومقاديرها ونصُبها؟ فقالوا : انظرنا ، فرجعوا يومهم ذلك فلم يجدوا شيئاً ممّا سألهم عنه في القرآن ، فقالوا : لم نجده في القرآن. قال : فكيف ذهبتم إليه؟ قالوا : لأنّ النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم فعله ، وفعله المسلمون بعده ، فقال لهم : فكذلك الرجم وقضاء الصوم فإنّ النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم رجم ورجم خلفاؤه بعده والمسلمون ، وأمر النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم بقضاء الصوم دون الصلاة ، وفعل ذلك نساؤه ونساء أصحابه (١).
__________________
١ ـ ابن قدامة : المغنى ٩ / ٥.