ـ ودمعت عينا أبي اُمامة ـ قال رجل : أرأيت قولك لهؤلاء القوم شرّ قتلى تظلّ السماء ، وخير قتلى قتلوهم ، أشيء من قبل رأيك أو شيء سمعته من رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم؟ قال : من قبل رأيي إنّي إذاً لجري لولم أسمعه من رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم إلاّ مرّة أو مرّتين ـ حتى عدّ سبع مرار ـ ما حدّثتكم ، فقال له رجل : رأيتك دمعت عيناك؟ فقال : رحمة رحمتهم كانوا مؤمنين فكفروا بعد إيمانهم ، ثمّ قرأ هذه الآية : ( وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ مِنْ بَعْدِ مَا جَآءَهُمُ الْبَيِّنَـتُ وَأُوْلَـكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ * يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ ) (١) الآية.
٧٦ ـ حدّثنا أبي ، حدّثنا أنس بن عياض وهو أبو ضمرة المديني ، قال : سمعت صفوان بن سليم يقول : دخل أبو اُمامة الباهلي دمشق فرأى رؤوس حروراء قد نصبت فقال : كلاب النار ـ ثلاثاً ـ شرّ قتلى تحت ظلّ السماء من خير قتلى من قتلوه ، ثمّ بكى ، فقام إليه رجل فقال : يا أبا اُمامة هذا الّذي تقول من رأيك أو سمعته؟ فقال : إنّي إذا لجري كيف أقول هذا عن رأيي ولكن قد سمعته غير مرّة ولا مرّتين. قال : فما يبكيك؟ قال أبكي لخروجهم من الإسلام هؤلاء الذين تفرّقوا واتّخذوا دينهم شيعاً.
٧٧ ـ حدّثني أبي ، حدّثنا إسماعيل ـ يعني ابن علية ـ انا سليمان التيمي ، حدّثنا أنس بن مالك ، قال : ذكر لي أنّ نبي الله قال : إنّ فيكم قوماً يعبدون ويدينون حتّى يعجبوا الناس وتعجبهم أنفسهم ، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرميّة.
٧٨ ـ حدّثني أبي ، حدّثنا إبراهيم بن خالد ، حدّثنا رباح ، عن معمّر ، عن قتادة عن أنس بن مالك : أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : « يكون
__________________
١ ـ آل عمران : ١٠٥ ـ ١٠٦.