لمّا تمّت الإتفاقية ، وشهد عليها شهود ، وقُرِأت على الناس ، انسحب معاوية إلى جانب الشام ، وتوجّه الإمام نحو الكوفة مع جيشه وأصحابه ورافقه المعترضون على التحكيم الذين عرفوا بالمحكِّمة ، فدخل الإمام الكوفة دار هجرته وامتنعت المحكِّمة عن الدخول ، وذهبوا إلى قرية « حروراء » كما ذهب قسم منهم إلى معسكر نخيلة اعتراضاً على عليّ وحكْمهِ. وقد أعربوا بعملهم هذا أنّهم متخلِّفون عنه ، وعن أوامره ، وخارجون عن طاعته ، ولقد كان لهم ألوان متفاوتة في مخالفتهم ولكن الجميع يشتركون في كونها ردود فعل لما آل له التحكيم ونذكر أبرزها :
١ ـ التظاهر ضد علي عليهالسلام بقولهم « لا حكم إلاّ لله » في المسجد وخارجه خصوصاً عند قيام الإمام بالقاء الخطب.
٢ ـ تكفير عليّ عليهالسلام وأصحابه الذين وفوا بالميثاق.
٣ ـ تأمين أهل الكتاب وارهاب المسلمين وقتل الأبرياء.
وأمّا ما قام به الإمام في مقابل هذه المواقف فكلّها ينبع عن عطفه وحنانِه على الأعداء وصبره الجميل تجاه المآسي ، وإليك بيانه :