٨ ـ تمييز الضمير :
يقع الضمير مبهما فى أنماط تركيبية معينة ، ويحتاج ـ حينئذ ـ إلى ما يميزه ، منها :
أ ـ الضمير الواقع فاعلا لـ (نعم وبئس):
فاعل المدح والذمّ فيه معنى الجنس ، وإن كان معرفة ، حيث يمدح الجنس كلّه أو يذمّ ، ثم يخصص منه المراد بالمدح أو الذم ، فإذا كان فاعلهما ضميرا فإنه يحتاج إلى ما يرفع الإبهام الواقع فيه من شموله الجنس ؛ ومن عدم مرجعه إلى معنى سابق عليه ، ويكون رافع الإبهام فيه نكرة منصوبة تعرب تمييزا ؛ فتقول : نعم رجلا محمد ، حيث فاعل (نعم) ضمير مستتر مميز بنكرة ، و (رجلا) تمييز للفاعل الضمير المستتر ، ومثله أن تقول : بئس صديقا الخائن. ونحن نعرف أن الضمير لا يذكر إلا إذا ذكر قبله ما يعود عليه من اسم ، فلمّا لم يذكر الاسم فى هذا التركيب وجب أن يميز الضمير بالنكرة المنصوبة ؛ لتكون عوضا من مرجع الضمير.
منه قوله تعالى : (بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلاً) [الكهف : ٥٠]. حيث ميّزت النكرة الجامدة المنصوبة (بدلا) الضمير المستتر الفاعل لفعل الذم (بئس).
وقوله تعالى : (ساءَ مَثَلاً الْقَوْمُ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا وَأَنْفُسَهُمْ كانُوا يَظْلِمُونَ) [الأعراف : ١٧٧]. حيث (ساء) بمعنى (بئس) ، وفاعله ضمير مستتر تقديره (هو) ، و (مثلا) تمييز مفسر للمضمر. ومنه أن تقول : نعم رجلا الصدوق. بئس عبدا الجاحد نعمة ربّه.
ب ـ الضمير الواقع بعد (ربّ):
(ربّ) حرف جر شبيه بالزائد ، لا يدخل إلا على النكرات ، فتقول : رب رجل ... ورب امرأة ... ، رب كتاب ... ، .. إلخ ، لكنه قد يدخل على الضمير ، فيأخذ الضمير صفة الإبهام ، ويحتاج حينئذ إلى تمييز ، ذلك لأن الضمير لابدّ له من مرجع يعود عليه ، وإذا وقع بعد (رب) فإنه يفتقد هذا المرجع ، ويتخذ