وكذلك إذا كانت الحال مبينة لنقص مع التدريج فإن عاملها يجب أن يحذف ، نحو : اشتريت بجنيه فسافلا ، أى : فانحطّ المشترى به سافلا ، حيث (سافلا) حال مبينة لنقص فى الشراء مع التدريج ، والانحطاط يعنى التدرج إلى أسفل.
وتذكر الفاء فى هذا التركيب بخاصة ، ولا يجوز الواو لأنك لا تريد أن تخبر أن الدرهم مع صاعد ثمن لشىء ، كقولك : بدرهم وزيادة ، ولكنك تخبر بأدنى الثمن ، فتجعله أولا ، ثم تقرر شيئا بعد شىء لأثمان شتى ؛ لهذا كانت الفاء التى تفيد التعقيب المباشر فى الزمن (١).
و (ثم) بمنزلة الفاء ، كما يذكر سيبويه ، إلا أن المبرد يذكر أن الفاء أجود ؛ لأن معناه الاتصال (٢).
رابعها : أن تكون الحال مسوقة للتوبيخ :
إذا أفادت الحال وصفا فيه توبيخ ، أى : لوم وتقريع ، كانت الحال بدلا من اللفظ بالفعل فيحذف عاملها. فتقول : أمتوانيا وقد جدّ غيرك؟! ، أى : أتوجد متوانيا؟ ، فـ (متوانيا) حال منصوبة محذوفة العامل ، ومن ذلك : أملتزما يوما ومهملا آخر؟! ، أى : أتتحول ملتزما؟. فـ (ملتزما) حال منصوبة.
ويمثلون لذلك بقولهم : أقائما وقد قعد الناس؟! (٣). حيث (قائما) حال منصوبة. ويكون لمن لا يثبت على حال.
وقول بعضهم : أتميميّا مرة وقيسيّا أخرى؟! ، على أن التحول فى حال كونه تميميّا ، فتكون (تميميا وقيسيا) حالين منصوبتين ، ومن النحاة من يرى أنه يتحول هذا التحول المخصوص من التميمية إلى القيسيّة فهو مصدر لا حال ، ويجعل سيبويه هذه تحت عنوان : «هذا باب ما جرى من الأسماء التى لم تؤخذ من الفعل مجرى الأسماء التى أخذت من الفعل» (٤). ومن أمثلة الأخير قول الشاعر :
__________________
(١) العلاقة بين المعنى والعلامة الإعرابية فى كتاب سيبويه ٥٣.
(٢) المقتضب ٣ ـ ٢٥٥.
(٣) ينظر : شرح التصريح ١ ـ ٣٩٣.
(٤) الكتاب : ١ ـ ٢٤٣ ، وانظر : المقتضب ٣ ـ ٢٦٥.