علم البيان ، والإمام فخر الدين (١) علم الكلام وما في معناه من العلوم العقلية.
واعلم أن [من] (٢) المعلوم أن الله تعالى إنما خاطب خلقه بما يفهمونه ؛ ولذلك أرسل كل رسول بلسان قومه ، وأنزل كتابه على لغتهم ؛ وإنما احتيج إلى التفسير لما سنذكر ، بعد تقرير قاعدة ؛ وهي أن كلّ من وضع من البشر كتابا فإنما وضعه ليفهم بذاته من غير شرح ؛ وإنما احتيج إلى الشروح لأمور ثلاثة :
(أحدها) : كمال فضيلة المصنّف ؛ فإنه لقوّته العلمية يجمع المعاني الدقيقة (٣) في اللفظ الوجيز ، فربما عسر فهم مراده ، فقصد بالشرح ظهور تلك المعاني الخفية (٤) ؛ ومن هنا كان شرح بعض الأئمة تصنيفه أدلّ على المراد من شرح غيره له.
(وثانيها) : [قد يكون] (٥) حذف بعض مقدمات الأقيسة أو أغفل فيها (٥) شروطا اعتمادا على وضوحها ، أو لأنها من علم آخر ؛ فيحتاج الشارح لبيان المحذوف ومراتبه.
__________________
ـ وطبع في جزءين بمطبعة شرف بمصر عام ١٣٠٧ ه / ١٨٨٩ م وبهامشه كتاب «الانتصاف» لابن المنير الاسكندري ، وطبع في جزءين بمطبعة محمد مصطفى بمصر عام ١٣٠٨ ه / ١٨٩٠ م وبهامشه كتاب «الانتصاف» و «حاشية السيد الجرجاني». وطبع في بولاق عام ١٣١٨ ه / ١٩٠٠ م بعناية وليام لينيس ، والمولوي خادم حسين ، والمولوي عبد الحي ، وبهامشه كتاب «الانتصاف» ، و «حاشية السيد الجرجاني» ، و «تنزيل الآيات على الشواهد من الأبيات» لمحب الدين أفندي ، وطبع بالمكتبة التجارية الكبرى بالقاهرة عام ١٣٥٤ ه / ١٩٣٥ م في أربعة مجلدات. وفي آخره «الكافي الشاف في تخريج أحاديث الكشاف» لابن حجر العسقلاني ، ويليه «مشاهد الإنصاف على شواهد الكشاف» للمرزوقي. وطبع بمطبعة الاستقامة بالقاهرة عام ١٣٧٣ ه / ١٩٥٣ م وبذيله أربعة كتب : «الانتصاف» و «الكافي الشاف» و «حاشية المرزوقي» و «مشاهد الإنصاف على شواهد الكشاف» للمرزوقي أيضا.
(١) هو محمد بن عمر بن الحسين الرازي الشافعي المعروف ب «الفخر الرازي». شارك في كثير من العلوم الشرعية والعربية والحكمية والرياضية. ولد بالرّي من أعمال فارس عام (٥٤٣). كان ذا ثروة ومماليك واحترام لدى الملوك ، من أشهر مؤلفاته التفسير المعروف ب «مفاتيح الغيب في تفسير القرآن» في ١٦ مجلدا. توفي سنة ٦٠٦ (الداودي ، طبقات المفسرين ٢ / ٢١٣) وتفسيره : «مفاتيح الغيب» أو «التفسير الكبير» هو مطبوع ومتداول ؛ طبع بالمكتبة الأزهرية بمصر عام ١٣٩٣ ه / ١٩٧٣ م في (٨) مجلدات ، وتقوم دار إحياء التراث العربي في بيروت بتصويره ، وطبع بدار الفكر في دمشق عام ١٤٠٢ ه / ١٩٨٢ م في (١٦) مجلدا. وطبع بدار الفكر في بيروت عام ١٤٠٤ ه / ١٩٨٤ م مع فهرس للآيات.
(٢) زيادة من المطبوعة.
(٣) في المخطوطة : (الدقيق).
(٤) في المخطوطة : (الحقيقة).
(٥) في المخطوطة : (فيه).