«النبأ» و «الأنباء» في القرآن : الأخبار ؛ إلا قوله تعالى : (فَعَمِيَتْ عَلَيْهِمُ الْأَنْباءُ) (القصص : ٦٦) ، فإنه بمعنى الحجج.
«الورود» في القرآن : الدخول ، إلا في القصص : (وَلَمَّا وَرَدَ ماءَ مَدْيَنَ) (الآية : ٢٣) ، يعني هجم عليه ولم يدخله.
وكل شيء في القرآن [من] (١) (لا يُكَلِّفُ اللهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَها) (البقرة : ٢٨٦) ؛ يعني عن العمل إلا التي في سورة النساء [الصغرى] (٢) (إِلاَّ ما آتاها) (الطلاق : ٧) ، يعني النفقة.
وكل شيء في القرآن من «يأس» فهو القنوط ، إلا التي في الرعد (أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُوا) (الآية : ٣١) أي ألم يعلموا. قال ابن فارس (٣) : أنشدني أبي ، فارس [بن] (٤) زكريا :
أقول لهم بالشّعب إذ يأسرونني |
|
ألم تيأسوا أني ابن فارس زهدم (٥) |
قال الصاغاني (٦) : البيت لسحيم بن وثيل اليربوعيّ (٧).
وكل شيء في القرآن من ذكر «الصبر» محمود ، إلا قوله عزوجل : (لَوْ لا أَنْ صَبَرْنا عَلَيْها) (الفرقان : ٤٢) ، و (وَاصْبِرُوا) [١٦ / ب](عَلى آلِهَتِكُمْ) (ص : ٦). انتهى ما ذكره ابن فارس.
***
__________________
(١) من المطبوعة.
(٢) زيادة يقتضيها النص ليست في المخطوطة ، في حاشية النسخ الخطية.
(٣) هو أحمد بن فارس بن زكريا. تقدّمت ترجمته ص : ١٩١ ، والكلام له من أول هذا النوع.
(٤) ساقطة من المخطوطة ، وهي من المطبوعة.
(٥) البيت ذكره ابن فارس في معجم مقاييس اللغة ٦ / ١٥٤ في مادة (يأس) وليس في ديوان سحيم.
(٦) هو أبو الفضل الصّغاني أو الصاغاني الحسن بن محمد بن الحسن بن حيدر الإمام رضي الدين ولد سنة (٥٧٧). حامل لواء اللغة في زمانه. سمع من النّظام المرغيناني. وكان يقول لأصحابه «احفظوا غريب أبي عبيد فمن حفظه ملك ألف دينار» له من التصانيف : «مجمع البحرين في اللغة» و «التكملة على الصحاح» وغيرها. مات سنة (٦٠٥ ه). (السيوطي ، بغية الوعاة ١ / ٥١٩).
(٧) هو الشاعر سحيم بن وثيل الرياحي ثم اليربوعي ، عدّه ابن سلاّم في الطبقة الثالثة من الشعراء الإسلاميين (ابن سلام الجمحي ، طبقات الشعراء ١٧٤).