«الأعراف» : (إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) (الآية : ٢٠٠) ، لأنها في «حم» مؤكدة بالتكرار بقوله : (وَما يُلَقَّاها إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُوا) (فصّلت : ٣٥) ؛ فبالغ بالتعريف ، وليس (١) هذا في سورة الأعراف ، فجاء على الأصل : المخبر عنه معرفة ، والخبر نكرة.
الخامس : بالجمع والإفراد
كقوله في سورة البقرة : (لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلاَّ أَيَّاماً مَعْدُودَةً) (الآية : ٨٠) وفي «آل عمران» : (مَعْدُوداتٍ) (الآية : ٢٤) ؛ لأن الأصل في الجمع إذا كان واحده مذكرا أن يقتصر في الوصف على التأنيث نحو : (سُرُرٌ مَرْفُوعَةٌ* وَأَكْوابٌ مَوْضُوعَةٌ* وَنَمارِقُ مَصْفُوفَةٌ* وَزَرابِيُّ مَبْثُوثَةٌ) (الغاشية : ١٣ ـ ١٦) فجاء في «البقرة» على الأصل ، وفي «آل عمران» على الفرع.
السادس : إبدال حرف بحرف غيره
كقوله تعالى في «البقرة» : (اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلا) (الآية : ٣٥) بالواو ، وفي «الأعراف» : (فَكُلا) (الآية : ١٩) [بالفاء] (٢) ، وحكمه (٣) أن (اسْكُنْ) في «البقرة» من السكون الذي هو الإقامة. فلم يصلح إلا بالواو ؛ ولو جاءت الفاء لوجب تأخير الأكل إلى الفراغ من الإقامة. والذي في «الأعراف» من المسكن وهو اتخاذ الموضع سكنا ، فكانت الفاء أولى ، لأن اتخاذ المسكن لا يستدعي زمنا متجددا ، وزاد في «البقرة» : (رَغَداً) [لما في الخبر تعظيما] (٤) بقوله : (وَقُلْنا) ، بخلاف سورة الأعراف فإن فيها : (قال) وذهب قوم إلى أن ما في «الأعراف» خطاب لهما قبل الدخول ، وما في «البقرة» بعد الدخول.
ومنه قوله [تعالى] في «البقرة» : (وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُوا) (الآية : ٥٨) بالفاء ، وفي «الأعراف» (الآية : ١٦١) بالواو.
في «البقرة» : ([وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْواءَهُمْ]) (٥) بَعْدَ الَّذِي جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ (الآية : ١٢٠) ، ثم قال بعد ذلك : (مِنْ بَعْدِ ما جاءَكَ) (الآية : ١٤٥).
__________________
(١) في المخطوطة : (ولأن).
(٢) ساقطة من المخطوطة.
(٣) في المطبوعة : (وحكمته).
(٤) العبارة ساقطة من المطبوعة.
(٥) ما بين الحاصرتين ساقط من المخطوطة.