فتصير (ميم) (١) مضمومة إلى «طس» فيجعلا اسما واحدا ك (دارا بجرد) (٢). فالنوع الأول محكيّ ليس إلا ، وأمّا النوع الثاني فسائغ فيه الأمران : الإعراب والحكاية (٣).
الثالث : أنّه يوقف على جميعها وقف التّمام ؛ إن حملت على معنى مستقلّ غير محتاج إلى ما بعده ، وذلك إذا لم تجعل أسماء للسور ، وينعق بها كما ينعق بالأصوات ؛ أو جعلت وحدها إخبار ابتداء محذوف ؛ كقوله تعالى : (الم اللهُ) (آل عمران) أي هذه [السورة] (٤) «الم» ثم ابتدأ فقال : (اللهُ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ [الْحَيُّ الْقَيُّومُ]) (٤).
الرابع : أنها كتبت في المصاحف الشريفة على صورة الحروف أنفسها ، لا على صور [ة] (٤) أساميها ، وعلّل ذلك بأن الكلمة لما كانت مركّبة من ذوات الحروف ، واستمرت العادة متى تهجّيت ، ومتى قيل للكاتب : اكتب : كيت وكيت ، أن يلفظ بالأسماء ، وتقع في الكتابة الحروف أنفسها ؛ (٥) فحمل على ذلك للمشاركة (٥) المألوفة في كتابة هذه الفواتح. وأيضا فإن شهرة أمرها ، وإقامة ألسن (٦) الأحمر والأسود لها ؛ وأن اللافظ بها غير متهجّاة (٧) لا يجيء بطائل فيها (٧) ، وأن بعضها مفرد لا يخطر ببال غير ما هو عليه من مورده أمنت وقوع اللبس فيها. وقد اتّفقت في خط المصحف أشياء خارجة عن القياسات التي يبنى (٨) عليها علم الخطّ والهجاء ؛ ثم ما عاد ذلك بنكير (٩) ولا نقصان لاستقامة اللفظ وبقاء الحفظ ، وكان اتباع خطّ المصحف سنّة لا تخالف (١٠).
أشار إلى هذه الأحكام المذكورة صاحب الكشاف.
وقد اختلف الناس في الحروف المقطعة أوائل السور على قولين : (أحدهما) : أنّ هذا
__________________
(١) في المخطوطة : (نون) ، والتصويب من الكشاف ١ / ١٣.
(٢) انظر الكشاف للزمخشري ١ / ١٣ ، وانظر «الكتاب» لسيبويه ٣ / ٢٥٦ ـ ٢٥٩ باب أسماء السورة فإن الزمخشري ناقل عنه.
(٣) انظر الكشاف للزمخشري ١ / ١٣.
(٤) ساقطة من المخطوطة ، وليست عند الزمخشري في الكشاف ١ / ١٨.
(٥) العبارة عند الزمخشري : (عمل على تلك الشاكلة).
(٦) في المطبوعة (السنة) والتصويب من الزمخشري ١ / ١٥.
(٧) في المخطوطة (لا يخلي بطائل فيها) وعبارة الزمخشري (لا يحلى بطائل منها).
(٨) عند الزمخشري (بني).
(٩) عند الزمخشري (بضير).
(١٠) انظر الكشاف للزمخشري ١ / ١٥ ـ ١٦.