ومن جملة علاماته : أنّ كل سورة فيها (يا أَيُّهَا النَّاسُ) وليس فيها : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا) فهي مكية ، وفي الحج اختلاف ، وكل سورة فيها (كُلا) (١) فهي مكية ، وكلّ سورة فيها حروف المعجم فهي مكّية إلا البقرة وآل عمران ، وفي الرعد خلاف. وكلّ سورة فيها قصة آدم وإبليس فهي مكية سوى البقرة. وكلّ سورة فيها ذكر المنافقين فمدنية (٢) سوى العنكبوت.
وقال هشام عن أبيه (٣) : «كلّ سورة ذكرت فيها الحدود والفرائض فهي مدنيّة ، وكلّ ما كان فيه ذكر القرون الماضية فهي مكّية».
وذكر أبو عمرو عثمان بن سعيد الدانيّ (٤) بإسناده إلى يحيى بن سلاّم (٥) قال : «ما نزل بمكة وما نزل في طريق (٦) المدينة قبل أن يبلغ النبي صلىاللهعليهوسلم المدينة فهو [من المكيّ] (٧) وما نزل على النبيّ صلىاللهعليهوسلم في أسفاره بعد ما قدم المدينة فهو من المدنيّ ، وما كان من القرآن (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا) فهو مدنيّ ، وما كان (يا أَيُّهَا النَّاسُ) فهو مكيّ.
__________________
الوليد ، وشهد الفتح مع النبي صلىاللهعليهوسلم فأعطاه مفتاح الكعبة. ثم سكن المدينة إلى أن مات بها سنة ٤٢. (ابن حجر ، الإصابة في تمييز الصحابة ٢ / ٤٥٢).
(١) وردت (كُلا) في (٣٣) موضعا من القرآن الكريم كلها مكّية.
(٢) في المخطوطة : (فهي مدنية).
(٣) هو هشام بن عروة بن الزبير بن العوام الأسدي ، روى عن أبيه وعمه عبد الله وغيرهم ، وعنه أيوب السختياني ومعمر وغيرهم ، قال أبو حاتم ثقة إمام (ابن حجر ، التهذيب ١١ / ٤٨) وأبوه هو عروة بن الزبير روى عن أبيه وأمه أسماء بنت أبي بكر وخالته عائشة وغيرهم من أكابر الصحابة ، وعنه أولاده والزهري وغيرهم ذكره ابن سعد وقال : «ثقة كثير الحديث (ابن حجر ، التهذيب ٧ / ١٨٠) وانظر تخريج الأثر في الملحق رقم (٨).
(٤) تصحّفت في المخطوطة إلى : (الداراني) وفي المطبوعة إلى : (الدارمي) وعرّف به المحقّق خطأ في حاشيته أنه أبو سعيد عثمان بن سعيد بن خالد (ت ٢٨٠ ه) صاحب «المسند الكبير» وذكر أنه تصحّف في المخطوطة «م» إلى الداني ، والصواب أنه الداني ، أبو عمرو عثمان بن سعيد المقرئ الأندلسي ، وغفل المحقق أن الإمام الزركشي ذكر كنية الداني أنها «أبو عمرو» بينما كنية الدارمي «أبو سعيد» ، وكذلك فالداني هو المعروف برواية تفسير ابن سلام بهذا الإسناد : «حدثنا خلف بن أحمد القاضي ، حدثنا زياد بن عبد الرحمن قال حدثنا محمد بن يحيى بن حميد قال حدثنا محمد بن يحيى بن سلام ، عن أبيه» بينما كان الدارمي معاصرا لابن سلام ، فلو أراد أن يروي عنه لروى عنه مباشرة بدون إسناد (انظر المكتفي للداني ص ١٣١ بتحقيقنا).
(٥) هو الإمام يحيى بن سلام بن أبي ثعلبة البصري أبو زكريا ، المفسّر المقرئ ولد بالكوفة وانتقل مع أبيه إلى البصرة فنشأ بها ونسب إليها ورحل إلى مصر ومنها إلى إفريقية وحجّ في آخر عمره في صفر من آثاره «تفسير القرآن» توفي سنة (٢٠٠) أثناء عودته من الحج (ابن الجزري ، طبقات القرّاء ٢ / ٣٧٣).
(٦) في المخطوطة : (بطريق).
(٧) ساقط من المخطوطة.