وذكر أيضا بإسناده إلى عروة بن الزبير (١) قال : «ما كان من حدّ أو فريضة فإنه أنزل بالمدينة ، وما كان من ذكر الأمم والعذاب فإنه أنزل بمكة».
وقال الجعبري (٢) : «لمعرفة المكّيّ والمدني طريقان : سماعيّ وقياسيّ فالسماعيّ ما وصل إلينا نزوله بأحدهما ، والقياسيّ ، قال علقمة (٣) عن عبد الله (٤) : «كل سورة فيها (يا أَيُّهَا النَّاسُ) فقط أو (كُلا) أو أولها حروف تهجّ سوى الزهراوين (٥) والرعد في وجه ، أو فيها قصة آدم وإبليس سوى الطّولى (٦) فهي مكّية ؛ وكل سورة فيها قصص الأنبياء والأمم الخالية مكيّة ، وكلّ سورة فيها فريضة أو حدّ فهي مدنيّة». انتهى.
وذكر ابن أبي شيبة (٧) في «مصنّفه» في كتاب فضائل القرآن : حدثنا وكيع (٨) عن
__________________
(١) هو عروة بن الزبير بن العوام الأسدي ، التابعي ، أبو عبد الله ، روى عن أبيه وأخيه عبد الله وأمه أسماء بنت أبي بكر الصديق وخالته عائشة أمّ المؤمنين. كان رجلا صالحا لم يدخل في شيء من الفتن. توفي سنة ٩٤ (ابن حجر ، تهذيب التهذيب ٧ / ١٨٠) والأثر سبق تخريجه آنفا.
(٢) هو إبراهيم بن عمر بن إبراهيم الجعبري ، تقدمت ترجمته ص ١٤٩.
(٣) هو علقمة بن قيس بن عبد الله النخعي الكوفي. ولد في حياة رسول الله صلىاللهعليهوسلم. روى عن عمر وعثمان وعلي وابن مسعود. وروى عنه عامر الشعبي وجماعة. قال أبو ظبيان : «أدركت ناسا من أصحاب النبي صلىاللهعليهوسلم يسألون علقمة ويستفتونه». توفي سنة ٦٢ بالكوفة (ابن حجر ، تهذيب التهذيب ٧ / ٢٦٧).
(٤) هو ابن مسعود رضياللهعنه.
(٥) هما سورتا البقرة وآل عمران ، قال القرطبي : «للعلماء في تسمية البقرة وآل عمران بالزهراوين ثلاثة أقوال...» (الجامع لأحكام القرآن ٤ / ٣).
(٦) هي سورة البقرة.
(٧) هو عبد الله بن محمد بن أبي شيبة العبسي المحدث الحافظ ، روى عن ابن المبارك وشريك وعنه : البخاري ، ومسلم ، وأبو داود ، وابن ماجة ، وأحمد بن حنبل وغيرهم. قال ابن حبان : كان متقنا حافظا ديّنا ممّن كتب وجمع وصنّف وذاكر وكان أحفظ أهل زمانه للمقاطيع. توفي سنة ٢٣٥. (ابن حجر ، تهذيب التهذيب ٦ / ٢). وكتابه «المصنّف في الأحاديث والآثار» طبع بتحقيق عبد الخالق الأفغاني في مطبعة العلوم الشرقية ـ حيدرآباد الدكن ـ الهند عام ١٣٨٦ ـ ١٣٩٠ ه / ١٩٦٦ ـ ١٩٧٠ م وطبع بتحقيق عامر العمري الأعظمي ، في مطبعة السيد علي يوسف ـ حيدرآباد في أربعة مجلدات وطبع في بومباي في الدار السلفية عام ١٤٠٠ ه / ١٩٨٠ م ، وانظر الأثر في «المصنف» ١٠ / ٥٢٢ كتاب فضائل القرآن باب ما نزل من القرآن بمكة ، الحديث (١٠١٩١).
(٨) هو وكيع بن الجراح بن مليح ، أبو سفيان الكوفي ، روى عن : أبيه والأوزاعي ومالك وسفيان الثوري وغيرهم كثير. وعنه : أبناؤه وشيخه سفيان الثوري ، وابنا أبي شيبة وغيرهم كثير. قال عبد الله بن أحمد عن أبيه : «ما رأيت أوعى للعلم من وكيع ولا أحفظ منه». توفي سنة ١٩٦. (ابن حجر ، تهذيب التهذيب ١١ / ١٢٣.