أحرف ، ولك بكل ردّة رددتكها مسألة تسألنيها (١) ، فقلت : اللهمّ اغفر لأمّتي. وأخّرت الثالثة ليوم يرغب (٢) إليّ الخلق كلّهم ، حتى إبراهيم عليهالسلام (٣)».
وأخرج قاسم بن أصبغ (٤) في «مصنّفه» من حديث المقبريّ عن أبي هريرة : أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف ، فاقرءوا ولا حرج ، ولكن لا تختموا ذكر رحمة بعذاب ، ولا ذكر عذاب برحمة (٥)».
وأما ما رواه الحاكم في «المستدرك» عن سمرة يرفعه : «أنزل القرآن على ثلاثة أحرف (٦)» فقال أبو عبيد (٧) : «تواترت الأخبار بالسّبعة إلاّ هذا الحديث».
قال أبو شامة (٨) : «ويحتمل أن يكون معناه : إن بعضه أنزل على ثلاثة أحرف ، ك (٩) (جَذْوَةٍ) (القصص : ٢٩) (الرَّهْبِ) (القصص : ٣٢) (الصَّدَفَيْنِ) (٩)
__________________
(١) في المخطوطة : «تسلنيها».
(٢) في المخطوطة : «ترغب».
(٣) أخرجه مسلم في الصحيح ١ / ٥٦١ ، كتاب صلاة المسافرين وقصرها (٦) ، باب بيان أن القرآن على سبعة أحرف وبيان معناه (٤٨) ، الحديث (٢٧٣ / ٨٢٠).
(٤) هو الإمام الحافظ المحدّث قاسم بن أصبغ بن محمد بن يوسف ، أبو محمد البياني سمع بقرطبة من بقيّ بن مخلد ، ورحل إلى مكة وسمع بها ومن علماء العراق ومصر والقيروان ، (ابن الفرضي ، تاريخ علماء الأندلس ١ / ٣٦٤) ، صنّف في الحديث مصنّفات حسنة منها «مصنفه» المخرّج على كتاب أبي داود ، واختصاره المسمّى «بالمجتبى» على نحو كتاب ابن الجارود «المنتقى» (الذهبي ، سير أعلام النبلاء ١٥ / ٤٧٢ ـ ٤٧٤).
(٥) وأخرجه الطبري في جامع البيان ١ / ١٥ ، وأخرجه ابن النحاس في «القطع والائتناف» ص : ٨٩ باب ذكر قراءة النبي صلىاللهعليهوسلم...
(٦) أخرجه الحاكم في المستدرك ٢ / ٢٢٣ ، كتاب التفسير ، باب أنزل القرآن على ثلاثة أحرف وأخرجه أحمد في المسند ٥ / ٢٢ ، وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير ٧ / ٢٤٩ (الحديث ٦٨٥٣).
(٧) هو القاسم بن سلام الهروي تقدم ذكره في ص ١١٩.
(٨) هو عبد الرحمن بن إسماعيل ، تقدم ذكره في ص ٢٦٩ ، وانظر قوله في كتابه «المرشد الوجيز» ص : ٨٨.
(٩) تصحّفت العبارة في المطبوعة على هذا الشكل «حذوة والرهب والصدق» والتصويب ما أثبتناه من كتاب المرشد الوجيز ص : ٨٨. ويعني بالأحرف الثلاثة : (جَذْوَةٍ) بفتح الجيم وهي قراءة عاصم وبضمها وهي قراءة حمزة ، وبالكسر وهي قراءة الباقين ، و (الرَّهْبِ) قرأ حفص بفتح الراء وإسكان الهاء ، والحرميّان وأبو عمرو بفتحهما والباقون بضم الراء وإسكان الهاء.. (الداني ، التيسير ص : ١٧١) ، و (الصَّدَفَيْنِ) قرأ ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر بضمتين ، وأبو بكر بضم الصاد وإسكان الدال ، والباقون بفتحتين (الداني ، التيسير ص : ١٤٦).