وحكى ابن عبد البر عن بعض المتأخرين (١) من أهل العلم بالقرآن أنه قال : «تدبّرت وجوه الاختلاف في القرآن فوجدتها سبعة :
١ ـ منها ما تتغير حركته ولا يزول معناه ولا صورته ، مثل : (هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ) (هود : ٧٨) [و (أَطْهَرُ لَكُمْ)] (٢) (وَيَضِيقُ صَدْرِي) (الشعراء : ١٣) [(وَيَضِيقُ صَدْرِي)] (٣).
٢ ـ ومنها ما يتغير معناه ويزول بالإعراب ، ولا تتغير [٢٩ / ب] صورته كقوله : (٤) [(رَبَّنا باعِدْ(*) بَيْنَ أَسْفارِنا) (سبأ : ١٩) و (رَبَّنا باعِدْ بَيْنَ أَسْفارِنا)] (٤).
٣ ـ ومنها ما يتغير معناه بالحروف واختلافها ولا تتغير صورته ، كقوله : (كَيْفَ نُنْشِزُها) (٥). (البقرة : ٢٥٩) وننشرها.
٤ ـ ومنها ما تتغير صورته ولا يتغير معناه : (كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ) (القارعة : ٥) و «الصوف (٦) المنفوش».
٥ ـ ومنها ما تتغير صورته ومعناه ، مثل : (طَلْحٍ مَنْضُودٍ) (الواقعة : ٢٩) و «طلع» (٧).
٦ ـ ومنها بالتقديم والتأخير ك : (وَجاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِ) (ق : ١٩) ، و «سكرة الحق بالموت (٨)».
__________________
(١) يعني بقوله بعض المتأخرين ابن قتيبة وانظر كتابه «تأويل مشكل القرآن» ص : ٣٦ ـ ٣٨.
(٢) ساقط من المخطوطة ، والقراءة ذكرها الطبري في التفسير ١٢ / ٥٢ فقال : «ذكر عن عيسى ابن عمر البصري أنه كان يقرأ ذلك (هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ) بنصب أطهر...».
(٣) ساقط من المخطوطة ، وذكر صاحب البحر المحيط ٧ / ٧ ، «قرأ الجمهور (وَيَضِيقُ) و (لا يَنْطَلِقُ) بالرفع فيهما عطفا على أخاف.. وقرأ الأعرج وطلحة وعيسى وزيد بن علي وأبو حيوة وزائدة عن الأعمش ويعقوب بالنصب فيهما عطفا على يكذبون...».
(٤) عبارة المخطوطة «ربنا بعّد بين أسفارنا وباعد». أما اختلاف القراء فيها فقد ذكره الطبري في التفسير ٢٢ / ٥٨ و ٥٩. وانظر البحر المحيط لأبي حيّان ٧ / ٢٧٢.
(*) قرأ يعقوب (ربنا) بضم الباء على الابتداء ، و (باعد) بالألف وفتح العين والدال (إتحاف فضلاء البشر ص ٣٥٩).
(٥) قرأ الكوفيون وابن عامر : (نُنْشِزُها) بالزاي والباقون بالراء ، (الداني ، التيسير ص : ٨٢).
(٦) في المخطوط «كالصوف» وهي قراءة ابن مسعود ، ذكرها ابن خالويه في مختصر في شواذ القرآن : ١٧٨.
(٧) وهي قراءة علي بن أبي طالب ، قرأها على المنبر. ابن خالويه ، مختصر في شواذ القرآن ١٧٨.
(٨) ذكرها ابن خالويه في مختصر في شواذ القرآن عن أبي بكر الصديق وأبيّ رضياللهعنهما ، ص : ١٤٤.