وفي «البخاريّ» عن قتادة قال : «سألت أنس بن مالك : من جمع القرآن على عهد رسول الله صلىاللهعليهوسلم؟ قال : أربعة كلّهم من الأنصار : أبيّ بن كعب ، ومعاذ بن جبل ، وزيد بن ثابت ، وأبو زيد (١)» (٢) [وفي رواية : «مات النبي صلىاللهعليهوسلم ولم يجمع القرآن غير أربعة أبو الدرداء ، ومعاذ بن جبل ، وزيد بن ثابت ، وأبو زيد»] (٢). قال الحافظ البيهقي في كتاب «المدخل» : «الرواية الأولى أصحّ» ثم أسند عن ابن سيرين قال : «جمع القرآن على عهد رسول الله صلىاللهعليهوسلم أربعة لا يختلف فيهم : معاذ بن جبل ، وأبيّ بن كعب ، وزيد [بن ثابت] (٣) ، [وأبو زيد] (٤) واختلفوا في رجلين من ثلاثة : أبو الدرداء وعثمان ، وقيل : عثمان وتميم [الداريّ] (٥)».
وعن الشعبيّ : «جمعه ستة : أبيّ ، وزيد ، ومعاذ ، وأبو الدرداء ، وسعد بن عبيد ، وأبو زيد. ومجمّع بن [جارية] (٦) قد أخذه إلا سورتين أو ثلاثة» ـ قال ـ «ولم يجمعه أحد من الخلفاء من أصحاب محمد غير عثمان (٧)».
قال الشيخ شهاب الدين أبو شامة (٨) : «وقد أشبع القاضي أبو بكر محمد بن الطيب في كتاب «الانتصار» الكلام في حملة القرآن في حياة النبي صلىاللهعليهوسلم ، وأقام الأدلّة على أنّهم كانوا
__________________
(١) أبو زيد هو أحد عمومة أنس بن مالك كما جاء في تتمة الحديث : «قلت لأنس : من أبو زيد؟ قال أحد عمومتي ، وذكر الحافظ ابن حجر في الفتح عن علي بن المديني أن اسمه أوس ، وعن يحيى بن معين أنه ثابت بن زيد ، وفيه خلاف والحديث متفق عليه أخرجه البخاري في الصحيح ٧ / ١٢٧ بأصله ، كتاب مناقب الأنصار (٦٣) ، باب مناقب زيد بن ثابت رضياللهعنه (١٧) ، الحديث (٣٨١٠) وفي فضائل القرآن (٦٦) ، باب القرّاء من أصحاب النبي صلىاللهعليهوسلم (٨) ، الحديث (٥٠٠٣) ، وأخرجه مسلم في الصحيح ٤ / ١٩١٤ ، كتاب فضائل الصحابة (٤٤) ، باب من فضائل أبيّ بن كعب وجماعة من الأنصار رضي الله تعالى عنهم (٢٣) ، الحديث (١١٩ / ٢٤٦٥).
(٢) ما بين الحاصرتين ساقط من المخطوطة ، والرواية أخرجها البخاري بلفظها في الصحيح ٩ / ٤٧ ، كتاب فضائل القرآن (٦٦) ، باب القرّاء من أصحاب النبيّ صلىاللهعليهوسلم (٨) ، الحديث (٥٠٠٤).
(٣) ما بين الحاصرتين ساقط من المطبوعة.
(٤) ما بين الحاصرتين ساقط من المخطوطة.
(٥) ساقطة من المخطوطة.
(٦) تصحّف الاسم في المخطوطة إلى «حارثة».
(٧) لم نجد قول البيهقي في القسم المطبوع من المدخل. وانظر المرشد الوجيز لأبي شامة ص : ٣٨ ، وفتح الباري لابن حجر ٩ / ٥٣.
(٨) المرشد الوجيز : ٣٨ ـ ٤٢.