والقراءة بالوضع البديع. وقيل المراد بالعزيز نفي المهانة عن قارئه إذا عمل به.
٢٣ ـ وأما تسميته «فرقانا» : فلأنه فرّق بين الحق والباطل ، والمسلم والكافر ، والمؤمن والمنافق ، وبه سمي عمر بن الخطاب الفاروق.
٢٤ ـ وأما تسميته «مثاني» : فلأن فيه بيان قصص الكتب الماضية ، فيكون البيان ثانيا للأول الذي تقدّمه فيبيّن الأول الثاني. وقيل سمّي «مثاني» لتكرار الحكم والقصص والمواعظ فيه ، وقيل : إنه اسم الفاتحة وحدها.
٢٥ ـ وأما تسميته «وحيا» : ومعناه تعريف الشيء خفيا ، سواء كان بالكلام ؛ كالأنبياء والملائكة ، أو بإلهام كالنحل وإشارة النمل ؛ فهو مشتق من الوحي والعجلة ؛ لأن فيه إلهاما بسرعة وخفية.
٢٦ ـ وأما تسميته «حكيما» : فلأن آياته أحكمت بذكر الحلال والحرام ، فأحكمت عن الإتيان بمثلها ؛ ومن حكمته أنّ علامته : من علمه وعمل به ارتدع (١) عن الفواحش.
٢٧ ـ وأما تسميته «مصدقا» : فإنه صدّق الأنبياء الماضين أو كتبهم قبل أن تغيّر وتبدل.
٢٨ ـ وأما تسميته «مهيمنا» : فلأنه الشاهد للكتب المتقدمة بأنها من عند الله.
٢٩ ـ وأما تسميته «بلاغا» : فلأنه كان في الإعلام والإبلاغ وأداء الرسالة.
٣٠ ـ وأما تسميته «شفاء» : فلأنه من آمن به كان له شفاء من سقم الكفر ، ومن علمه (٢) وعمل به كان له شفاء من سقم الجهل.
٣١ ـ وأما تسميته «رحمة» : فإن من فهمه وعقله كان رحمة له.
٣٢ ـ وأما تسميته «قصصا» : فلأن فيه قصص الأمم الماضين وأخبارهم.
٣٣ ـ وأما تسميته «مجيدا» : والمجيد الشريف ، فمن شرفه أنه حفظ عن التغيير والتبديل والزيادة والنقصان ، وجعله معجزا في نفسه عن أن يؤتى بمثله.
٣٤ ـ وأما تسميته «تنزيلا» : فلأنه مصدر نزّلته ؛ لأنه منزّل من عند الله على لسان جبريل ، لأن الله تعالى أسمع جبريل كلامه وفهّمه إياه كما شاء من غير وصف ولا كيفية نزل به على نبيّه ، فأدّاه هو كما فهمه وعلّمه.
٣٥ ـ وأما تسميته «بصائر» : فلأنه مشتق من البصر والبصيرة ، وهو جامع لمعاني أغراض المؤمنين ؛ كما قال تعالى : (وَلا رَطْبٍ وَلا يابِسٍ) (الأنعام : ٥٩).
__________________
(١) في المخطوطة (أن يدع).
(٢) في المخطوطة (علم).