عباس الذي أثنى عليه الإمام أحمد بن حنبل ، وذلك اعتمادا على حوالي ألف رواية عند الطبري وذلك في رواية علي بن أبي طلحة.
ومدرسة ابن عباس هذه تركت على أية حال رجالا أعلاما في التفسير مثل مجاهد ، وسعيد بن جبير ، وعكرمة ، وقد كتب كل منهم تفسيرا للقرآن (١).
وترك ابن مسعود مدرسة أخرى للتفسير في العراق ، كان من أشهر رجالها الأسود بن يزيد ، والحسن البصري ، وعامر الشعبي ونجد كتبا منسوبة إليهم في تفسير القرآن.
ولن نستمر في حديثنا عن مدارس التفسير ، فقد كتب عنها الكثير من الدراسات الغنية التي شملت تاريخه ورجاله ، واتجاهاته ومؤلفاته... ولكننا بدأنا كلامنا عنه باعتباره أم علوم القرآن الجامع لها وأولها ظهورا.
وننتقل من التفسير إلى العلوم والدراسات القرآنية الأخرى والتي يمكن أن تعدّ في جملتها ضمن باب التفسير الكبير ولكنها استقلت فيما بعد ، وأصبحت جزءا من الدراسات والعلوم القرآنية.
شمل التفسير بمعناه الواسع تتبع واستقصاء «غريب القرآن» ، و «معانيه» ، كما شمل «إعراب القرآن» ، و «لغته» ، والاهتمام «بنحوه» ، والذي تفرع عنه فيما بعد باب «إعراب القرآن»... كما أن الاهتمام بقراءة القرآن وتلاوته أوجد مدارس وقرّاء مشهورين ممن سنتحدث عنهم في موضوع «القراءات».
أما البحث عن معاني الآيات فإنه اقتضى أيضا معرفة سبب نزولها وتتبع آراء الصحابة بشأنها حيث قال الواحدي في «أسباب النزول» ص ٣ : (لا يمكن معرفة تفسير الآية دون الوقوف على قصتها وبيان نزولها).
ونستطيع أن نستخلص جملة كبيرة من المعارف المتعلقة بأسباب النزول من كتب التفسير ذاتها ؛ لأن المفسّر وهو ينقل روايات مختلفة الإسناد عن معاني الآيات ينقل معها آراء بعض الصحابة في سبب نزولها أو تسمية من شهد ظروف نزولها وأحكامها. ومع
__________________
(١) تاريخ التراث العربي ١ / ١١٩.