كتب التراث وممّن عرف بالأمانة والتدقيق ، وقلت في نفسي : ما ذا عساي أن أقدّم للكتاب أكثر مما قدّمه أستاذنا الكبير! لكن جلالة الموضوع ، وأهميّة الكتاب ، وصدور كثير من الدراسات القرآنية ، وغيرها من مصادر الزركشي في «البرهان» ، وفهارس المخطوطات منذ صدور الطبعة الأولى للكتاب إلى أيامنا هذه ، وما هيأه الله لي من فوائد ، كل هذه الأمور جعلتني أقتنع بضرورة عملي ، وهذا هو الكتاب بين يدي القارئ يفصح عن نفسه ، ويترك له الحكم فيه.
وقد هيّأ الله للعمل بجانبي في الكتاب شيخين جليلين عرفا بالديانة والعلم ، هما فضيلة أستاذنا الشيخ جمال حمدي الذهبي ، وفضيلة أخينا الشيخ إبراهيم عبد الله الكردي حفظهما الله. ومن الأمانة أن أذكر أنهما هما اللذان قاما بتحقيق الكتاب ، وقبلاني مساعدا لهما في عملهما ، فلهما مني خالص التقدير والشكر.
كما أشكر كل الذين ساهموا في الكتاب نسخا وتصحيحا وفهرسة لا سيما الشيخ عامر البوتاري ، ومحمد عبد الرحمن المرعشلي ، ورياض عبد الله عبد الهادي ، ومحمد الحصري ، ومحمد دغيش ، ومصطفى الجعفري ، كما أتوجه بخالص الشكر والتقدير لادارة دار المعرفة التي ساهمت بتمويل هذا المشروع الكبير حتى رأى النور ، جزى الله الجميع خير الجزاء.
وأخيرا ، فهذه خلاصة جهود عشر سنوات مستمرة في خدمة القرآن الكريم ، حوت بين أسطرها جهود آلاف العلماء منذ نزول القرآن إلى أيامنا هذه ، أرجو بها أن أكون قد خدمت كتاب ربنا جل جلاله بما يليق بجلالة قدره على المنهج العلمي السليم ، واستغفر الله العلي العظيم من كل خطإ وزلل وقع منّي فيه ، وأسأله تعالى أن يتقبّله مني وأن يجعله خالصا لوجهه الكريم ، ومن العمل الذي لا ينقطع ثوابه وأجره بعد موت صاحبه ، وأرجو كل قارئ نظر فيه أن يدعو لي بالرحمة والمغفرة وأن يتجاوز عما يرى فيه من تقصير فالكمال لله وحده ، هو المرتجى لحسن القبول ، والحمد لله رب العالمين ، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
|
وكتب الفقير إلى عفو ربّه يوسف المرعشلي بيروت في غرة ربيع الأول ١٤٠٩ ه الموافق له ١٢ أوكتوبر ١٩٨٨ م |