وشدا لنا فيها مغنّ شادن |
|
حاز المدى سبقا إلى الغايات |
طربت له القضب اللّدان وبادرت |
|
رجعا له تختال في الحبرات |
مرّت عليه ركّعا لكنها |
|
جعلت تحيّتها لدى الرّكعات |
قصرت صلاة الخوف منه فقرّبت |
|
قربانها وحفته بالزّهرات |
والعود مثناه يطابق زيّها |
|
فيها (١) ردانات على رنّات |
إن جسّ مثلثه بان بغنّة (٢) |
|
في اليمّ منه ثقيلة النّغمات |
فكان ما غنّت عليه الورق من |
|
ألحانها ألقاه للقينات |
عكفت على ألحانها تشدو لنا |
|
خلف السّتائر باختلاف لغات |
فكأنها عجم تورات بالحجاب |
|
وردّدت سورا من التّورات |
نطقت بأفصح نغمة في شدوها |
|
تتلو علينا هذه الآيات |
ومما أنشده ليلة ميلاد رسول الله صلى الله عليه وسلم : [المتقارب]
إذا لم أطق نحو نجد وصولا |
|
بعثت الفؤاد إليها رسولا |
وكم حلّ قلبي رهينا بها |
|
غداة نوى الرّكب فيها النزولا |
محل بها في الحلال التي |
|
ضحى أصبح القوم فيها حلولا |
وكم بتّ فيها غداة النّوى |
|
أسحّ من العين دمعا همولا |
على شمس حسن سما ناظري |
|
إليها وعنّي توارت أفولا |
وقفت بوادي الغضا ساعة |
|
لعلّي أندب فيها الطّلولا |
وفي البان من أيكه ساجع |
|
يرجّع بالقضب منها الهديلا |
بحقّ الهوى يا حمام الحمى |
|
ترفّق بقلبي المعنّى قليلا |
فقد هجت تالله أشواقه |
|
بذكرك إلفا ثنى (٣) أو خليلا |
ألم تدر أن ادّكاري الهوى |
|
يذيب ويعنى الفؤاد العليلا؟ |
رعى الله تلك المطايا الّتي |
|
إلى الحجّ وخدا سرت أو ذميلا |
ويا عجبا كيف خفّت بهم |
|
وحمّلت القلب حملا ثقيلا |
وودّعني الصبر إذ ودّعوا |
|
فما أن وجدت إليه سبيلا |
وآثرت ، يا ويح نفسي ، المقام |
|
وآثر أهل الوداد الرّحيلا |
__________________
(١) في الأصل : «في» وكذا ينكسر الوزن.
(٢) الغنّة : صوت يخرج من الخيشوم. محيط المحيط (غنن).
(٣) في الأصل : «ثانيا» ، وكذا ينكسر الوزن.