قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

الحدائق الناضرة [ ج ١٦ ]

369/488
*

«الأعمال بالنيات» و «انما لامرئ ما نوى» (١). وهذا الخبر مجمع عليه وبهذا افتي وعليه اعمل فلا يرجع عن الأدلة بأخبار الآحاد ان وجدت.

قال في المختلف بعد نقل ذلك : والأقرب عندي انه ان تمكن من الرجوع الى مكة للإحرام فيها وجب وان لم يتمكن أحرم من موضعه ولو من عرفات ، فان لم يذكر حتى أكمل مناسكه صح وأجزأه ، لنا : انه مع التمكن من الرجوع يكون قادرا على الإتيان به على وجهه ، فيجب عليه فعله ، ولا يجزئه الإحرام من غيره ، لأنه حينئذ يكون قد اتى بغير المأمور به فيبقى في عهدة التكليف. ومع النسيان يكون معذورا ، لقوله (صلى‌الله‌عليه‌وآله) (٢) : «رفع عن أمتي الخطأ والنسيان». ولأن إلزام الإعادة مشقة عظيمة فيكون منفيا ، لقوله تعالى (٣) «وَما جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ» وما رواه العمركي بن علي الخراساني في الحسن عن علي بن جعفر عن أخيه موسى بن جعفر (عليه‌السلام) (٤) قال : «سالته عن رجل نسي الإحرام بالحج فذكر وهو بعرفات ما حاله؟ قال : يقول : اللهم على كتابك وسنة نبيك. فقد تم إحرامه. فإن جهل ان يحرم يوم

__________________

(١) الوسائل الباب ٥ من مقدمة العبادات ، والباب ١ من النية في الصلاة ، والباب ٢ من وجوب الصوم.

(٢) الوسائل الباب ٣٧ من قواطع الصلاة ، والباب ٣٠ من الخلل الواقع في الصلاة ، والباب ٥٦ من جهاد النفس. واللفظ في بعضها : «وضع عن أمتي.».

(٣) سورة الحج الآية ٧٨.

(٤) الوسائل الباب ١٤ من المواقيت.