وقبول إسلامه ، وأنَّه أو من أسلم.
الثاني : إنَّ هذا الجمع مبني على الأخبار التي يستفاد منها تقدم إسلام أبي بكر ، وهي لا تقوى على مقابلة الأحاديث التي نصت على تقدم إسلام الإمام علي عليهالسلام لعدة أمور :
إنَّ هذه الأخبار أخبار آحاد ، وهي منقولة عن عدد من التابعين أو الصحابة الذين لم يعاصروا أحداث بدء الدعوة ، وأخبار الآحاد ـ على فرض صحتها من الناحية الفنية ـ لا تقوى على معارضة ما صح أو تواتر من الحديث النبوي الشريف.
وقد استند البعض على الإجماع المدعى على تقدم إسلام أبي بكر (١) ، وهو لا يصح لأنَّ من تابع أحداث بدء الدعوة يرى أنَّ عدداً من الصحابة سبقوه إلى الإسلام ، منهم : جعفر بن أبي طالب ، وزيد بن حارثة ، كما أنَّ هذا الإجماع المدعى يناقض ما ثبت بالسنة المتواترة.
والأخبار التي روت تقدم إسلام أبي بكر كلها ضعيفة معللة ، بل وضعت لظروف سياسية خاصة ، والتحقيق يأبى الأخذ بالضعيف ، والإحتجاج به في أحاديث الفضائل ـ كما يرى ذلك بعضهم ـ لأنَّ ذلك يترتب عليه الكذب على النبي المصطفى صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وقد ورد في السنة الثابتة : «من كذب علي معتمداً فليتبوأ مقعده من النار».
ولنختم موضوعنا هذا بروايتين لصحابيين يرويان تقدم إسلام الإمام علي عليهالسلام عن عمه العباس بن عبد المطلب عليهالسلام :
__________________
(١) نقل القول بهذا الإجماع في : تاريخ الخلفاء ٣٤ ، الصواعق المحرقة ٧٦.