من قراءة ، وذكر ، مداوماً عليها في أوقاتها ، فقد أقامها.
وإيتاء الزكاة يشمل كل ما يقدمه المرء في سبيل الله عزوجل من أمواله يبتغي تطهيرها به ، من صدقة واجبة ، أو مستحبة.
وقد شهد الذكر الحكيم للإمام علي عليهالسلام بإقامة الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، على ما أجمع عليه المفسرون ، وصح به النقل ، وتواتر ، في تفسير قوله عزوجل : (إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّـهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ)(١).
وكان عليهالسلام يؤدي صلاته كما أداها رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، روى البخاري في صحيحه بإسناده إلى مطرف بن عبد الله ، قال : (صليت خلف علي بن أبي طالب أنا وعمران بن حصين ، فكان إذا سجد كبَّر ، وإذا رفع رأسه كبَّر ، وإذا نهض من الركعتين كبَّر ، فلمّا قضى الصلاة ، أخذ بيدي عمران بن حصين ، فقال : ذكَّرني هذا صلاة محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم ، أو قال : صلى بنا صلاة محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم) (٢).
وأمّا إيتاؤه الزكاة ، فقد عرف عليهالسلام بكثرة تصدقه على الفقراء والمساكين ، ومدِّ يد العون للمعوزين ، وكثراً ما كان يؤثرهم على نفسه ، فيطوي هو وذووه الأيام جوعاً ليُشبعوا المعوزين ، وقد شهد لهم الذكر الحكيم بذلك في سورة الإنسان ، كما شهدت له آية الولاية.
__________________
(١) المائدة ٥ : ٥٥ ، وسيأتي الحديث عن هذه الآية في محل ورودها في الزيارة.
(٢) صحيح البخاري ١ / ١٩٤ ـ ٢٠٠ ، صحيح مسلم ٢ / ٨ ، مسند أحمد ٤ / ٤٤ ، المعجم الكبير ١٨ / ١٢٦.