وأصبحت أخاف ظلم رعيتي» (١).
وأهم حرمة انتهكت للإمام علي عليهالسلام دفعه عن حقه ، ومنعه منه بعد أن عرف جميع المسلمين تنصيب رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم إياه للخلافة ، وأخذ البيعة له بالولاية يوم الغدير قبيل وفاته ، وقد ثبت له بالعقل والنقل من الأدلة ما يؤيد حقه الشرعي فيها ، وهو ما لم يثبت لسواه.
ولاشك أنَّ من انتهك حرمة الإمام علي عليهالسلام بأي أذىً وظلم ، فقد انتهك حرمة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم لما نص عليه الحديث الشريف : «من آذى علياً فقد آذاني» (٢) ، وروى عروة أنَّ رجلاً وقع في علي بمحضر عمر فقال عمر : (تعرف صاحب هذا القبر؟ محمد بن عبد الله بن عبد المطلب ، وعلي بن أبي طالب بن عبد المطلب ، لا تذكر علياً إلّا بخير ، فإنّك إن آذيته ـ وفي حديث : إن أبغضته ـ آذيت هذا في قبره) (٣).
فمن انتهك حرمة علي عليهالسلام وآذاه ، فقد انتهك حرمة رسول الله وآذاه ، وهو مخالف لله تعالى ورسوله ، ويستحق بذلك اللعنة والخسران المبين ، وهو ممن (تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ).
__________________
(١) شرح نهج البلاغة ٧ / ٧٠.
(٢) أسد الغابة ٤ / ١١٤ ، أنساب الأشراف ١٤٦ ، التاريخ الكبير ٦ / ٢٠٧ ، الجامع الصغير ٢ / ٥٤٧ ، صحيح ابن حبان ١٥ / ٣٦٥ ، المستدرك ٣ / ١٢٢ ، مسند أبي يعلى ٢ / ١٠٩ ، مسند أحمد ٢ / ٤٨٣.
(٣) تاريخ مدينة دمشق ٤٢ / ٥١٩ ، كنز العمال ١٢ / ١٢٣.