شابه ذلك ، لا قيمة له في قبال ما هو عليه من الهدى ، الذي ليس له أجر سوى الجنة التي أعدت للمتقين ، أمّا الدنيا فليست هي بأجر للمؤمنين ، ولا تصلح أن تكون كذلك ، لأنَّها دار فناء ، وكل ما فيها إلى زوال ، ومن طمع فيها ، وجعلها همَّه الأكبر والوحيد ، ضيَّع حظه في النشأتين ، فلا ديناً يكسب ، ولا آخرة.
وسيرة الإمام علي عليهالسلام خير شاهد على أنَّه لم يبف بالهدى بدلاً ، بل كانت غايته التزام الطريق المستقيم الذي رسمته الشريعة الغرّاء.
والشرك : هو الإعتقاد بوجود إله مع الله تعالى ، وإشراكه بالعبادة ، سواء كان ذلك الشريك المدّعى وثناً ، أو بشراً ، أو غير ذلك كالنجوم ، والشمس ، والقمر ، وما شاكلها ، ممّا كان يعبد في الجاهلية.
والرياء يسمى : (الشرك الخفي) ؛ لأنَّ المرائي يشرك في عبادته من عمل لأجله ، ولا يصدق عليه الإخلاص لله تعالى في العبادة ، فهو مشرك بهذا المعنى ، وإن لم يقصد ذلك.
والإمام علي عليهالسلام اختص من بين الصحابة بأنَّه لم يشرك بالله عزوجل بل نشأ في بيت الوحي ، وترعرع في حجر النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم الذي كان يوحّد الله تعالى قبل نزول الوحي ، وكان يرافقه في حراء ، فشهد معه نزول الوحي ، وكان أول من آمن به وهو غلام ، ثم اقتحم ميادين الجهاد ، لم ينفك عن الدعوة إلى الله تعالى ، والذب عن دينه حتى استشهد في المحراب ، فلم يشرك بالله لحظة واحدة.