مولاي ، ومولى كل مؤمن ومؤمنة» وقد توالى المسلمون الذين حضروا على أداء البيعة بأجمعهم ، كان الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم هو الذي أجلس الإمام علياً عليهالسلام ، وأمر المسلمين جميعاً بأداء البيعة له ، وهذه البيعة خير شاهد وإمارة لإرادة الخلافة من هذه الولاية التي اُعلنت يوم الغدير ، وإن لم تكن كذلك ، فما معنى أخذ البيعة؟ وهل يحتاج الأمر بالحب ، أو الإخبار بأنَّه الناصر ـ كما فسر به الولاية بعضهم (١) ـ إلى بيعة يبرمها المحب لمن أمر بحبِّه؟!.
حاشا النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم أن يشغل نفسه ، ويأخذ من وقت الناس ويؤخرهم عن المسير ، ويجمعهم في مثل تلك الظروف ، لمثل هذا الموضوع المعلوم ضرورة بأية المودة ، بل إنّه عمل ذلك لحكمة إلهية وأمر خطير ، لا أظن أنَّه خفي ـ مع كثرة قرائنه ـ على ما ادّعى ذلك تعصّباً.
ـ ١١ ـ
إنَّ نزول العذاب على الحرث بن النعمان الفهري لإنكاره على النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم أمر الولاية ، بعد علمه بأنَّها من الله عزوجل ، وطلبه نزول العذاب عليه ، ونزول الآيات الكريمة بذلك ، يؤكّد لنا أنَّ هذا الفرض الذي بلغ به النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم من أسس الإسلام ، وأركان العقيدة ، وأنَّ الراد لهذا الفرض راد على الله تعالى ورسوله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وبذلك استحق الحرث العقاب عاجلاً ، والله تعالى أعلمُ بما سيواجه في الآخرة من حساب عسير ، وعذاب شديد.
__________________
(١) الصواعق المحرقة : ٤٣.