ومحدِّثين ، أنَّ هذه الآية نزلت في علي عليهالسلام ، ويُستدل على نزول ما سبقها فيه بوحدة السياق ، وهي أنَّ قتال البغاة المرتدين يختص به ولي أمر المؤمنين ، يقول الرازي في تفسيره : (فكان الأولى جعل ما قبلها أيضاً في حقه ـ أي الإمام علي عليهالسلام ـ) (١).
٥ ـ وممّا يؤيد نزول هذه الآية الكريمة في الإمام علي عليهالسلام الأحاديث المستفيضة التي رواها الصحابة عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم والتي تنص على أنَّه عهد إلى الإمام علي عليهالسلام بقتال الناكثين ، والقاسطين ، والمارقين ، وإنَّه سيقاتلهم على تأويل القرآن ، كما قاتلهم على تنزيله ، وأمر بعض الصحابة أن يقاتلوا معه ، وتحت لوائه ، وإليك نماذج من تلك الأحاديث الشريفة :
قال ابن حجر : أخرج أحمد ، والحاكم بسند صحيح عن أبي سعيد أنَّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قال لعلي : إنَّك تقاتل على تأويل القرآن ، كما قاتلت على تنزيله (٢).
ورُوي عن علي عليهالسلام ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : إنَّ منكم من يقاتل على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله. قال أبو بكر : أنا هو يا رسول الله؟. قال : لا ، ولكنه هذا خاصف النعل. وكان في يد علي نعل يخصفها.
ورُوي هذا الحديث عن أبي سعيد بألفاظ جاء في بعضها مضافاً لما جاء في هذا الحديث : قال عمر : فأنا هو يا رسول الله؟. قال : لا ، ولكن خاصف النعل (٣).
ورُوي عن علي عليهالسلام ، قال : أمرني رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بقتال الناكثين ، والمارقين ،
__________________
(١) فضائل الخمسة ١ / ٢٨٢ عن تفسير الرازي للآية الكريمة.
(٢) الصواعق المحرقة ١٢٣.
(٣) تجد هذين الحديثين في : أسد الغابة ٤ / ٣٢ ، تاريخ مدينة دمشق ٤٢ / ٤٥١ ، السنن الكبرى للنسائي ٥ / ١٥٤ ، المستدرك ٣ / ١٢٣ ، مسند أحمد ٣ / ٣٣ ، نظم درر السمطين ١١٥.