الله ورسوله ، ويحبه الله ورسوله» (١) ، وقد أيد الرازي نزول هذه الآية الكريمة في الإمام علي عليهالسلام بهذا الدليل (٢).
٢ ـ إنَّ نزول الآية الكريمة في الإمام علي عليهالسلام هو رأي أهل البيت عليهمالسلام ، وهم أعلم الناس بتأويل الكتاب العزيز ، لأنَّهم أهل الذكر الذين أودع الرسول المصطفى صلىاللهعليهوآلهوسلم علمه عندهم ، قال الإمام علي عليهالسلام يوم البصرة : «والله ما قوتل أهل هذه الآية حتى اليوم» ، وتلا هذه الآية الكريمة (٣) ، كما روي القول بنزولها فيه عن الإمامين الصادقين عليهماالسلام ، وروي ذلك عن عمار ، وحذيفة (٤) ، وبين أيدينا رواية الإمام الهادي عليهالسلام التي تضمنتها الزيارة.
٣ ـ تتضمن الآية الكريمة قوله تعالى : (أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ) وهذه الصفاة كلها مجتمعة في الإمام علي عليهالسلام ، ومن درس سيرته العطرة ، اتضح له أنَّ هذه الأوصاف من أخص خصائصه ، والسنة النبوية الشريفة تنص على ذلك.
٤ ـ إنَّ الآية الكريمة التي تلي هذه الآية هي قوله تعالى : (إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّـهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ)(٥) ، ومن المتفق عليه بين علماء المسلمين من الفريقين من مفسرين ، وحفاظ ،
__________________
(١) تاريخ مدينة دمشق ٤٢ / ١٠٣ ، السنة لعمرو بن أبي عاصم ٥٩٤ ، السنن الكبرى للبيهقي ٦ / ٣٦٢ ، السنن الكبرى للنسائي ٥ / ١٧٩ ، صحيح البخاري ٤ / ١٢ ، ٢٠٧ ، صحيح مسلم ٥ / ١٩٥ ، مسند أحمد ١ / ١٣٣ ، المصنف للصنعاني ٥ / ٢٨٧ ، المعجم الكبير ٧ / ٣٦.
(٢) فضائل الخمسة ١ / ٢٨٢ نقلاً عن تفسير الرازي.
(٣) التبيان ٣ / ٥٥٦.
(٤) التبيان ٣ / ٥٥٥.
(٥) المائدة ٥ : ٥٥.