الشرح ـ وسننقل نماذج من الروايات في نزولها فيه ، واستعمال صيغة الجمع للمفرد من الأساليب المألوفة في اللغة العربية ، ومن مسوغاته فيها إرادة الإجلال والتعظيم.
ويعتبر الشيعة هذه الآية الكريمة من جملة النصوص الصريحة التي يستدلون بها على إمام الإمام علي عليهالسلام ؛ لأنَّ الآية عطفت ولايته على ولاية الله عزوجل ، وولاية الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ويستفاد من أداة الحصر (إنَّما) قصر هذه الولاية عليه بعدهما ، فهي تتفرع عن ولايتهما التي هي ولاية التصرف في أمور المسلمين ، وهذه الولاية أكَّدَها الرسول المصطفى صلىاللهعليهوآلهوسلم يوم غدير خم ، وفسرها عندما ناشد من حضر من المسلمين ، فقال : أيها الناس من أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟.
قالوا : الله ورسوله أعلم.
قال : إنَّ الله مولاي ، وأنا مولى المؤمنين ، وأنا أولى بهم من أنفسهم ، فمن كنت مولاه فعلي مولاه ، يكررها ثلاثاً أو أربعاً.
وممّا لا شك فيه أنَّ السنة النبوية الشريفة تفسر ما جاء به الكتاب العزيز ، وما حديث الغدير إلّا تفسير لهذه الآية الكريمة يفصِّل ما تضمنته بوضوح لا لبس فيه ، أما صرف معنى الولاية إلى النصرة ، والحب ، وما شابههما من معانٍ ، فهو تأويل بلا دليل ، وتوجيه لمعنى آيات الذكر الحكيم بتمحل ، وابتعاد عمّا يحتمله اللفظ من معنى ، ليتفق مع عمل السلف ، وآرائهم ـ وإن خالفوا الكتاب والسنة ـ وهو بالتالي تحريف معنوي لما جاء به القرآن المجيد.
ويؤيد ما ذهب إليه الشيعة من المقصود بالولاية بعض ما رواه السنة في سبب نزول الآية الكريمة :
عن عمّار بن ياسر ، قال : وقف على علي بن أبي طالب سائل ـ وهو راكع في