منك. فقال له علي : أسكت ، فإنَّما أنت فاسق. فنزل : (أَفَمَن كَانَ مُؤْمِنًا كَمَن كَانَ فَاسِقًا لَّا يَسْتَوُونَ). قال : يعني بالمؤمن : علياً ، وبالفاسق : الليد بن عقبة (١) ، ورُوي نزول الآية الكريمة فيهما عن : ابن عباس بطرق أخرى ، وعن عطاء بن يسار ، وعبد الرحمن بن أبي ليلى ، وقتادة ، والسدي (٢).
وروى الكنجي الشافعي وغيره أبياتاً من الشعر قالها حسان بن ثابت بمناسبة نزول هذه الآية الكريمة (٣) ، وهي كما رواها الكنجي :
أنزل الله ـ والكتاب عزيز ـ |
|
في علي وفي الوليد قرانا |
فتبوأ الوليد في ذاك خزياً |
|
وعلي مبوأ إيمانا |
فليس من كان مؤمناً عرف الله |
|
كمن كان فاسقاً خوانا |
فعلي يجزى هناك نعيماً |
|
ووليد يجزى هناك هوانا |
سوف يجزى الوليد خزياً وعاراً |
|
وعلي لا شك يجزى جنانا |
وسيرة الإمام علي عليهالسلام تؤيد ما جاءت به الروايات من كونه المقصود بالمؤمن في الآية ، كما عرفنا من خلال شرح الزيارة أنَّه سيد المؤمنين.
ولابد من إلقاء الضوء على سيرة الوليد ، لنتعرف على فسقه : روى المؤرخون أنَّ أباه عقبة بن أبي معيط كان في مكة أشد المشركين على النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وعلى
__________________
(١) أسباب النزول ٢٣٦.
(٢) تجد رواياتهم في : أنساب الأشراف ١٤٨ ، تاريخ بغداد ١٣ / ٣٢٣ ، تاريخ مدينة دمشق ٦٣ / ٢٣٥ ، تفسير القرطني ١٤ / ١٠٦ ، جامع البيان ٢١ / ١٢٩ ، الدر المنثور ٥ / ١٧٧ ، شرح نهج البلاغة ١٧ / ٢٣٨ ، شواهد التنزيل ١ / ٥٧٢ ، كفاية الطالب ١٤٠ ، لباب النقول ١٥٥ ، المناقب ٢٧٩ ، ينابيع المودة ٢ / ١٧٦.
(٣) كفاية الطالب ١٤١ ، شرح نهج البلاغة ٦ / ٢٩٣ ، الغدير ٢ / ٤٥ عن عدد من المصادر.