فارس دارع ، ومعهم من الإبل سبعمائة ، فوصلوا بدراً ، وحطوا رحالهم بالقرب منها ، وكانت قافلتهم التجارية التي خرجوا من أجل إنقاذها قد نجت ، ولكنهم أصرّوا على الإشتباك بالحرب مع المسلمين لاستئصالهم بتحريض من أبي جهل.
بدأت المعركة بخروج شيبة ، وعتبة ، والوليد من بين صفوف المشركين ، وطلبوا من النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم أن يخرج إليهم أكفاءهم من قريش ، ليبارزوهم ، فأجابهم إلى ذلك ، وانتدب عبيدة ، وحمزة ، وعلي عليهمالسلام ، فبارز عبيدة شيبة ، وبارز حمزة عتبة ، وبارز علي الوليد (١) فقتل حمزة عتبة ، وقتل علي الوليد ، واختلف عبيدة وشيبة بضربتين ، فأصيب عبيدة ، واستنقذه حمزة وعلي عليهماالسلام ، واشتركا في قتل شيبة.
بان الوهن والفشل في صفوف جيش المشركين بمصرع هؤلاء الثلاثة ، ثم التحم الجشيان ، فكان الإمام علي عليهالسلام يصول في الميدان مخترقا صفوف المشركين يبدد جموعهم بسيفه ، يبارز ذوي الكفاءة والإقدام منهم ، حتى صرع شطر من قتل يوم بدر من المشركين ، وكانوا سبعين قتيلاً ، وشارك المسلمين في قتل عدد آخر منهم ، بمساعدته المقاتلين الذين يشتبكون معهم.
وعندما رأى المشركون كثرة من قتل منهم لاذوا بالفرار ، ولاحقهم المسلمون يأسرون من وقع في أيديهم منهم ، ويجمعون ما استطاعوا جمعه من المتاع ، فعاد المشركون إلى مكة منكوبين قد أثقلتهم خسائر المعركة من القتلى ، والأسرى ، وما
__________________
(١) هذا ما رواه الشيخ المفيد (قدس سره) في الإرشاد ، وهو يخالف ما روي في المصادر السنية التي تتفق على أنّ عبيدة بارز عتبة ، وحمزة بارز شيبة ، ورواية الشيخ المفيد هذه تتفق مع القواعد العربية في مبارزة المتقاربين بالسن عند القتال ، ويؤيدها برواية أبي جعفر الباقر عن جده الإمام علي (ع) ، الإرشاد ٣٣.