الْكَافِرِينَ)(١) * ، أو لاشتمالها على آيات الجهاد ، كقوله تعالى : * (وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّىٰ لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ)(٢) * ، كما ورد في أخبار العامة.
ويمكن إضافة احتمالات أخرى لما ذكره الشيخ المجلسي في البحار ، فقد افتتحت سورة البقرة المباركة بذكر المؤمنين في قوله تعالى : (الم * ذَٰلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ * وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ * أُولَـٰئِكَ عَلَىٰ هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ وَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)(٣) ، واختتمت بذكر المؤمنين ـ أيضاً ـ في قوله تعالى : (آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّـهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ)(٤) ... إلى آخر السورة المباركة» ولافتتاح السورة واختتامها بذكرهم يصح القول بأنَّهم أصحاب سورة البقرة ، والنداء تذكيرٌ لهم بما آمنوا به ، وألزموا أنفسهم ، من إطاعة أوامر الله عزوجل ، واتباع الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ، والعمل بالأحكام ، بما فيها أحكام الجهاد ، وهي تشمل وجوب الثبات في الميدان ، وعدم الفرار من الزحف.
وقد يكون هذا النداء جاء لمناسبة اُخرى وهو ما جاء في الآية الكريمة : (كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَىٰ أَن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللَّـهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ)(٥) ، فيكون النداء تذكيراً لهم بأن القتال الذي فرّوا منه طلباً للسلامة ، هو فرض من الله تعالى ، مع ما به من
__________________
(١) البقرة ٢ : ٢٨٦.
(٢) البقرة ٢ : ١٩٣.
(٣) البقرة ٢ : ١ ـ ٥.
(٤) البقرة ٢ : ٢٨٥ ـ ٢٨٦.
(٥) البقرة ٢ : ٢١٦.