لهب بن عبد المطلب ٩ ـ معتب بن أبي لهب بن عبد المطلب ١٠ ـ أيمن بن أم أيمن مولاهم ، وهؤلاء كانوا محيطين برسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم.
وفي هؤلاء العشرة فسر الإمام علي الهادي عليهالسلام قوله تعالى : (وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ) كما يفهم من قوله في الزيارة : «والمؤمنون أنت ومن يليك» ، لأنَّه لم يثبت أمام زحف العدو غيرهم ، وفيهم يقول العباس بن عبد المطلب عليهالسلام :
نصرنا رسول الله في الحرب تسعة |
|
وقد فرَّ من قد فرَّ عنه فأقشعوا |
وقولي ـ إذا ما الفضل شد بسيفه |
|
على القوم ـ : أُخرى يا بني ليرجعوا |
وعاشرنا لاقى الحمام بنفسه |
|
لما ناله في الله لا يتوجع |
عندما رأى النبي المصطفى صلىاللهعليهوآلهوسلم فرار المسلمين أمام زحف عدوِّهم ، التفت إلى عمه العباس عليهالسلام ـ وكان جهوري الصوت ـ فقال له : «ناد بالقوم ، وذكرهم العهد». فأخذ يناديهم برفيع صوته : (يا أصحاب سورة البقرة ، يا أهل بيعة الشجرة ، إلى أين تفرون؟!). ومن الواضح أنَّ العباس عليهالسلام خصَّ بندائه هذا المؤمنين المخلصين دون غيرهم ، فالمنافقون ، والذين أظهروا الإسلام رهبة ، لا يؤمنون بشيء من أحكام الإسلام بما فيها الجهاد ، ولا يلتزمون بعهد من عهوده ليفوا به ، ولا يأثمون من الفرار أمام زحف العدو.
أمّا قوله عليهالسلام : (يا أصحاب سورة البقرة) ، فلم أجد فيما لدي من مصادر تفسيراً له سوى احتمالات ذكرها العلّامة المجلسي رحمهالله في البحار (١) ، وهي : (قوله : يا أصحاب سورة البقرة ، كأنَّه وبَّخهم بذلك ، لقوله تعالى فيها : * (فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْا إِلَّا قَلِيلًا مِّنْهُمْ)(٢) * ، أو لاختتامها بقوله : * (فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ
__________________
(١) بحار الأنوار ٢١ / ١٦١.
(٢) البقرة ٢ : ٢٤٦.