مسلم ضعيف الإيمان.
أمعن هذا الفريقان بالفرار ، وولّوا الدبر ، لا يلوون على شي ، فبان الوهن والفشل في الجيش ، وانتشر الفزع ، وفر الجميع من الزحف ، حتى (ضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ) واتسعت من شدة هلعهم.
كان الفرار فرصة لمن كانوا يرون أنَّ الإسلام غلبهم ، فراحوا يظهرون دخائل نفوسهم ، وما تنطوي عليه من الكفر ، فجهروا بما أخفوه خوفاً ، ومن هؤلاء : أبي سفيان الذي كان مع الجيش يحمل في كنانته الأزلام التي يستقسم بها أهل الجاهلية ، فأظهر الشماتة بالمسلمين ، وقال : لا تنتهي هزيمتهم دون البحر.
ومنهم : كلدة بن الحنبل ، قال : ألا بطل السحر اليوم.
ومنهم : شيبة بن عثمان من بني عبد الدار ، همَّ بقتل النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وقال : اليوم أدرك ثاري ، سأقتل محمداً ، يريد أن يثأر لأبيه الذي قتل يوم اُحد ، ولكنه فشل في محاولته.
بقي النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وقد فرّ عنه المسلمون ، ولم يبقَ معه إلّا نفر من بني هاشم ، أنزل الله عليهم الطمأنينة لأنَّهم ثبتوا أمام العدو ، ولم يفروا من الزحف ، فلم يكترثوا لكثرة عدوهم وقلة عددهم ، ولم يرهبهم هول الموقف ، بل صمدوا حتى تحقق النصر المبين ، ولولا ثباتهم لم تقم للإسلام قائمة ، ولكان أثراً بعد عين ، وهؤلاء النفر هم :
١ ـ العباس بن عبد المطلب عليهالسلام عن يمين النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ٢ ـ الفضل بن العباس عن يساره ٣ ـ أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب ممسك بسرجه ٤ ـ علي بن أبي طالب عليهالسلام بين يديه يدافع عنه بسيفه ٥ ـ نوفل بن الحارث بن عبد المطلب ٦ ـ ربيعة ابن الحارث بن عبد المطلب ٧ ـ عبد الله بن الزبير بن عبد المطلب ٨ ـ عتبة بن أبي