والإمام علي عليهالسلام هو تالي الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ، والذي قال عنه : «علي مع الحق والحق مع علي» وعندما وصلت الخلافة إليه أعاد الأمور إلى نصابها ، وأخذ على عاتقه تطبيق السيرة النبوية والسير على النهج النبوي الصحيح ، فظهر به الحق ، وطبق سننه على نفسه ، وعلى كل قريب منه ، قبل أن يطبقه على البعيد.
جاهد الإمام علي عليهالسلام على عهد الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم المشركين واليهود على تصديق ما جاء به الوحي ، من تنزيل القرآن المجيد ، وأنباء السماء ، حتى أذعن الناس ، ودخلوا في دين الله أفواجاً ، وتحقق الظفر ، والفتح للدين الإسلامي الحنيف ، فصلُب عوده ، وقويت شوكته.
وبعد وفاة الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ومن تقدمه من ولاة الأمر ، بدأ صفحة جديدة من الجهاد في سبيل الله تعالى ، تمثلت بقتال البغاة ، الذين خرجوا عليه من أهل القبلة ، وكان قتاله هذه المرة على تحقيق ما جاء به التنزيل ، والبغاة الذين قاتلهم الإمام علي عليهالسلام ، هم :
١ ـ الناكثون (وهم طلحة ، والزبير ، وعائشة ، ومن تبعهم) : وهؤلاء نقضوا بيعته ، فخالفوا كتاب الله تعالى فيما أمر به من الوفاء بالعهد.
٢ ـ القاسطون : وهم معاوية ومن تبعه من أهل الشام وغيرهم ممن انضوى تحت لوائه في حرب صفين ضد الإمام علي عليهالسلام طعناً في بيعته ، أو لم يدخل فيما دخل فيه المسلمون ، بل خرج على وحدة الأمة ، مخالفاً الكتاب ، والسنة ، والإجماع.
٣ ـ المارقون : وهم الخوارج الذين أوَّلوا الكتاب في غير معناه ، وخرجوا على إمام زمانهم ، والخليفة الشرعي الذي تمت بيعته ، فكفَّروه ، وكَفَّروا كل من لم يؤمن بأفكارهم من المسلمين ، فاستحلوا الدم الحرام ، ثم شهروا سيوفهم ، وراحوا