٣ ـ من أغمض عينه ، ولم ينكر : الزم الدين الإسلامي أتباعه النهي عن المنكر ، وجعل ذلك من أقدس الواجبات ، كما جعل تركه من كبائر الذنوب ، وقد جاء في الحديث الشريف : «من رأى منكم منكراً فليغيره بيده ، فإن لم يستطع فبلسانه ، فإن لم يستطع فبقلبه ، وذلك أضعف الإيمان» (١) ، فإذا كان في المنكر ما يسيء إلى نفس الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ويهدد كيان الأمة الإسلامية ، وقد دعا الخليفة الشرعي لدرء الخطر ومحاربته ، وجب على المسلمين النهوض والإنقياد لأمره كل حسب طاقته ، ومن تخلف استحق اللعن والعذاب ، لتهاونه عن نصرة الدين وإمام العدل.
٤ ـ من أعان على الإمام علي عليهالسلام باليد أو اللسان : أما الإعانة باليد فتشمل : حمل السلاح ، والإشتراك في الحرب ، كما تشمل التجهيز بالسلاح والمؤن ، وشحذ السيوف ، وإصلاح أدوات القتال من السيوف ، والحراب ، والدروع ، والرماح ، والأقواس ، وبري النبال ، وما شاكل ذلك من أعمال يحتاج إليها المقاتلون عند الإستعداد للقتال ، أو أثناء القتال ، ولا يمكن لطرف أن يدخل الحرب بدون هذه الأعمال ، وهي مباحة بالأصل ، وقد تكون واجبة عند تجهيز الجيش الذي يدافع عن الإسلام ، ولكنها تعتبر مساعدة على البغي إذا احتاج إليها جيش البغاة ؛ فتحرم ، ومن مارسها يعتبر مشاركاً في الأعمال الحربية العدوانية ، ومقترف لإحدى كبائر الذنوب ، فيستحق اللعن والعذاب.
وأما الإعانة باللسان ، فتشمل : ما نسميه اليوم : الإعلام المضاد ، أو الحرب الإعلامية ، كتخذيل الناس ، وجثهم على عدم الخروج للجهاد ، وتحريضهم وتشجيعهم على الإنضمام لجيش العدو ، وبث الدعايات المغرضة التي من شأنها قلب الحقائق ، لإيجاد الفرقة في صفوف الجيش ، أو بث الرعب في نفوس أفراده ،
__________________
(١) السنن الكبرى للنسائي ٦ / ٥٢٢.