لا شك أنَّه مستحق للعن إلى يوم القيامة ، لأنَّه مشرك بالله تعالى ، محارب لرسوله صلىاللهعليهوآلهوسلم.
الصنف الثاني : البغاة : وهم الذين عبَّرت عنهم الزيارة بالمنافقين ، وهم جميع من حاربوا الإمام علياً عليهالسلام أيام خلافته في الجمل ، وصفين ، والنهروان ، لأنَّهم يتظاهرون بالدين ، ويعملون على هدم كيانه ، وتشتيت شمل أهله ، والقضاء على دولته ، لمحاربتهم الخليفة الشرعي ، على أنَّ النفاق ثابت لمن أبغض علياً عليهالسلام لما روي عنه أنَّه قال : «عهد إليَّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم إنَّه لا يحبك إلّا مؤمن ، ولا يبغضك إلّا منافق» (١) ، وهذا الحديث رواه جمع من الصحابة عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، منهم : ابن عباس ، وابن مسعود ، وأبو ذر ، وأبو سعيد الخدري ، وأم سلمة ، وبريدة ، وجابر ، وحنطب ، وعمران بن حصين (٢).
٢ ـ من ريضي بما ساء الإمام علي عليهالسلام ولم يكرهه : الإمام علي عليهالسلام سيد المؤمنين ، ورضاه وغضبه لله تعالى ، لأنَّه أذاب نفسه في ذات الله تعالى ، فمن ساءه وأغضبه ساء الله تعالى ورسوله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وكذلك من رضي بما ساءه ، ولم يكرهه لأنَّه بذلك ساند أعداءه بدعمهم معنوياً ، ورضي بفعلهم ، ولو قدِّر له أن يكون معهم لشاركهم فيما هم فيه من النفاق والبغي ، لذا يدخل في عدادهم ، ويكون حكمه حكمهم في استحقاق اللعن والعذاب.
__________________
(١) الإصابة ٤ / ٤٦٨ ، تاريخ مدينة دمشق ٣٨ / ٣٤٩ ، ٤٢ / ٢٧١ ، خصائص أمير المؤمنين ١٠٥ ، سنن الترمذي ٥ / ٣٠٦ ، السنن الكبرى للنسائي ٥ / ١٣٧ ، كنز العمال ١١ / ٥٩٨.
(٢) تجد رواياتهم في : أنساب الأشراف ٩٦ ، تاريخ الخلفاء ١٧٠ ، تاريخ مدينة دمشق ٤٢ / ٢٧٧ ـ ٢٧٩ ، خصائص أمير المؤمنين ١٠٥ ، ذخائر العقبى ٩١ ، الصواعق المحرقة ١٢٢ ، فضائل الخمسة ٢ / ٢٠٧ ـ ٢١١ ، كفاية الطالب ٦٨ ، مجمع الزوائد ٩ / ١٣٣ ، المعجم الأوسط ٢ / ٣٧٧ ، ٥ / ٨٧.