الشيعة ـ أنَّ الحسن ، والحسين ، وأم كلثوم شهدوا لها باطل ، على أنَّ شهادة الفرع والصغير غير مقبولة) (١) ، والقول بعدم قبول شهادة الفرع والصغير مردود بعصمتها ، والذكر الحكيم عندما أخبر بإذهاب الرجس عنهما ، أما كانا صغيرين؟! وهل أنَّ إذهاب الرجس عنهما لا يقتضي صدقهما ، واستحالة صدور الكذب منهما؟! وهل يمكن أن يتصور أحدٌ أنَّهما لو كانا قد شهدا في قضية عند النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وهما بهذا السن ، فهل يرد شهادتهما؟!.
وعلى فرض عدم شهادة السبطين عليهماالسلام ـ كما يدعي ابن حجر ـ فإنَّ أبا بكر لم يأخذ بنظر الإعتبار ما تسالم عليه المسلمون من قاعدة اليد ، حيث كانت فدك في يد الصديقة الطاهرة عليهاالسلام ، كما دلَّ عليه قول الإمام علي عليهالسلام : «بلى كانت في أيدينا فدك» ، وما دلت عليه الأخبار من أنَّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أنحلها إيّاها ، وكانت في حياته بيدها ، كما مرّ بنا آنفا.
والحاصل أنَّ أبا بكر ردَّ ادعاء البضعة الطاهرة فاطمة الزهراء عليهاالسلام ، فأغضبها ، كما ردَّ شهادة نفس النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، مع علمه بأنَّ الله عزوجل قد أذهب عنهما الرجس ، فهما منزَّهان عن الكذب ، وحاشا ابنة الوحي أن تدعي باطلاً ، أو تطلب ما ليس لها فيه حق ، كما رد شهادة أم أيمن ، وقد أقر لها بأنَّ النبي المصطفى صلىاللهعليهوآلهوسلم قد أخبر بأنَّها من أهل الجنة ، ولا يدخل الجنة (٢) كاذب ، وهذا ما لم تسالم عليه أهل النقل ، ولا مجال فيه للنقاش والتوجيه والتأويل ، ولكن السؤال الذي يبقى ماثلاً أمام كل منصف هو : أما كان ادعاء البضعة ، وشهادة بعلها ، وولديها عليهمالسلام كافياً لحصول العلم في القضية ، وهم الذين أذهب الله عنهم الرجس؟!.
__________________
(١) الصواعق المحرقة ٣٧.
(٢) شرح نهج البلاغة ١٦ / ٢٢٠.