أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ)(١) ، وهم عدل القرآن ، وقرناؤه في وجوب التمسك بهم كما نص حديث الثقلين ، وهم تراجمة الكتاب ، عنهم يؤخذ تأويله ، لأنَّهم أهل الذكر الذين أمر الله تعالى المسلمين أن يسألوهم (٢).
وولاية آل محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم فرض من الله عزوجل على المسلمين يجب عليهم التمسك بها ، فالإقرار بها طاعة لله تعالى ، وتصديق للرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وإذعان لما جاء به ، وهي مما يسأل عنه المرء يوم القيامة ، على ما جاء في قوله تعالى : (وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ)(٣).
مما تقدم نعرف أنَّ من تظافروا على ظلم أهل البيت عليهمالسلام فغصبوا حقوقهم التي فرضها الله تعالى لهم ، وأبعدوهم عن الخلافة التي ثبتت لهم بالنصوص الجلية ، وحرموهم من حقهم الذي فرض لهم في الخمس ، وأسسوا أساس الجور عليهم ، والرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم بعد لم يجهّز ، ولم يدفن جثمانه الطاهر ، وارتكبوا بذلك ما ارتكبوا من المآثم بما سنّوا لهم من سنن الظلم والجور ، ولمّا كان أهل البيت عليهمالسلام هم الإمتداد الطبيعي للرسول المصطفى صلىاللهعليهوآلهوسلم فإنَّ من ارتكب ذلك منهم ، فقد ارتكبه منه ، وكل إساءة ، أو سنة سيئة أصابتهم من أحد فقد أصابته ، وجزاؤه من الله تعالى : اللعن والعذاب الأليم.
__________________
(١) الشورى ٤٢ : ٢٣.
(٢) الآية ٤٣ في سورة النحل ، والآية ٧ في سورة الأنبياء ، راجع نزولها فيهم في : جامع البيان ١٤ / ١٤٥ ، ١٧ / ٨ ، شواهد التنزيل ١ / ٤٣٢ ، ٤٣٦ ، ينابيع المودة ١ / ١٤٥.
(٣) الصافات : ٢٤ ، راجع نزولها فيهم في : شواهد التنزيل ٣ / ١٦٠ ، الصواعق المحرقة ١٤٩ ، ينابيع المودة ١ / ٣٣٨ ، ٢ / ٢٤٧ ، ٣١٤ ، ٤٣٦.