وَيَنْتَهِزُ فُرْصَتَها مَنْ لا حَرِيجَةَ (١) لَهُ فِي الدِّينِ * صَدَقْتَ وَخَسِرَ المُبْطِلُونَ * وَإِذْ ماكَرَكَ الناكِثانِ فَقالا : نُرِيدُ العُمْرَةَ فَقُلْتَ لَهُما : لَعَمْرُكُما ماتُرِيدانِ العُمْرَةَ لكِنْ تُرِيدانِ الغَدْرَةَ (٢) * فَأَخَذْتَ البَيْعَةَ عَلَيْهِما * وَجَدَّدْتَ المِيثاقَ * فَجَداً فِي النِّفاقِ * فَلَمَّا نَبَّهْتَهُما عَلى فِعْلِهِما أَغْفَلا وَعادا وَما انْتَفَعا وَكانَ عاقِبَةُ أَمْرِهِما خُسْراً * ثُمَّ تَلاهُما أَهْلُ الشَّامِ فَسِرْتَ إِلَيْهِمْ بَعْدَ الاعْذارِ * وَهُمْ لا يَدِينُونَ دِينَ الحَقِّ * وَلا يَتَدَبَّرُونَ القُرْآنَ * هَمَجٌ رعاعٌ ضالُّونَ * وَبِالَّذِي اُنْزِلَ عَلى مُحَمَّدٍ فِيْكَ كافِرُونَ * وَلِأهْلِ الخِلافِ عَلَيْكَ ناصِرُونَ * وَقَدْ أَمَرَاللهُ تَعالى بِاتِّباعِكَ * وَنَدَبَ المُؤْمِنِينَ إِلى نَصْرِكَ * وَقالَ عَزَّوَجَلَّ (٣) : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّـهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ)(٤) * مَوْلايَ بِكَ ظَهَرَ الحَقُّ وَقَدْ نَبَذَهُ الخَلْقُ * وَأَوْضَحْتَ السُّنَنَ بَعْدَ الدُّرُوسِ وَالطَّمْسِ * فَلَكَ سابِقَةُ الجِهادِ عَلى تَصْدِيقِ التَّنْزِيلِ * وَلَكَ فَضِيلَةُ الجِهادِ عَلى تَحْقِيقِ التَّأْوِيلِ * وَعَدُوُّكَ عَدُوُّ الله جاحِدٌ لِرَسُولِ الله يَدْعُو باطِلاً * وَيَحْكُمُ جائِراً * وَيَتَأَمَّرُ غاضِباً * وَيَدْعُو حِزْبَهُ إِلى النَّارِ * وَعَمَّارُ يُجاهِدُ وَيُنادِي بَيْنَ الصَّفَّيْنِ : الرَّواحَ الرَّواحَ إِلى الجَنَّةِ * وَلَمّا اسْتَسْقَى فَسُقِيَ اللَّبَنَ كَبَّرَ وَقالَ : قالَ لِي رَسُولُ الله صَلّى الله عَلَيْهِ وَآلِهِ : آخِرُ شَرابِكَ مِنَ الدُّنْيا ضَياحٌ مِنْ لَبَنٍ
__________________
(١) جريحة (المزار الكبير ٢٧٦).
(٢) لعمري ما تريدان العمرة ، لكن الغدرة (المزار الكبير ٢٧٦).
(٣) وقال الله تعالى (المزار : ٨٢).
(٤) التوبة ٩ : ١١٩.