ظَلَمَكَ عَنِ الحَقِّ * ثُمَّ أَفْرَضُوكَ سَهْمَ ذِي القُرْبى مَكْراً * وَأَحادُوهُ عَنْ أَهْلِهِ جَوْراً * فَلَمّا آلَ الأمْرُ إِلَيْكَ أَجْرَيْتَهُمْ عَلى ما أَجْرَيا (١) رَغْبَةً عَنْهُما بِما عِنْدَ الله لَكَ * فَأَشْبَهَتْ مِحْنَتُكَ بِهِما مِحَنَ الأَنْبِياءِ عليهمالسلام عِنْدَ الوَحْدَةِ وَعَدَمِ الاَنْصارِ * وَأَشْبَهْتَ فِي البِياتِ عَلى الفِراشِ الذَّبِيحَ عليهالسلام * إِذْ أَجَبْتَ كَما أَجابَ * وَأَطَعْتَ كَما أَطاعَ إسْماعِيلُ صابِراً مُحْتَسِباً إِذْ قالَ لَهُ : (يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَىٰ فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَىٰ قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّـهُ مِنَ الصَّابِرِينَ)(٢) * وَكَذلِكَ أَنْتَ لَمّا أَباتَكَ النَّبِيُّ صَلّى الله عَلَيْهِ وَآلِهِ * وَأَمَرَكَ أَنْ تَضْجَعَ فِي مَرْقَدِهِ وَاقِياً لَهُ بِنَفْسِكَ أَسْرَعْتَ إِلى إِجابَتِهِ مُطِيعاً * وَلِنَفْسِكَ عَلى القَتْلِ مُوَطِّناً * فَشَكَرَ الله تَعالى طاعَتَكَ وَأَبانَ عَنْ جَمِيلِ فِعْلِكَ بِقَوْلِهِ جَلَّ ذِكْرُهُ : (وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّـهِ)(٣) * ثُمَّ مِحْنَتُكَ يَوْمَ صِفِّينَ وَقَدْ رُفِعَتِ المَصاحِفُ حِيلَةً وَمَكْراً * فَأَعْرَضَ الشَّكُّ وَعُرِفَ الحَقُّ وَاتُّبَعَ الظَّنُّ * أَشْبَهْتْ مِحْنَةَ هارُونَ إِذْ أَمَّرَهُ مُوسى عَلى قَوْمِهِ فَتَفَرَّقُوا عَنْهُ وَهارُونُ يُنادِي بِهِمْ (٤) وَيَقُولُ : (يَا قَوْمِ إِنَّمَا فُتِنتُم بِهِ وَإِنَّ رَبَّكُمُ الرَّحْمَـٰنُ فَاتَّبِعُونِي وَأَطِيعُوا أَمْرِي * قَالُوا لَن نَّبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِينَ حَتَّىٰ
__________________
(١) ما أجريا عليه (المزار ٨٥).
(٢) الصافات ٣٧ : ١٠٢.
(٣) البقرة ٢ : ٢٠٧.
(٤) يناديهم (المزار الكبير ٢٨٢).