والذي يستفاد من هذه الآية الكريمة هو أنَّ الله عزوجل خصَّ هؤلاء الخمسة بإذهاب الرجس عنهم ، فطهَّرهم من الذنوب ، والخبائث تطهيرا ، فهم معصومون بمقتضى هذه الآية الكريمة من كلِّ ذنب لأنّ الذنوب رجس (١).
ثانياً : من الحديث النبوي الشريف : قال النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : «علي مع الحق ، والحق مع علي ، ولن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض يوم القيامة» (٢). وهذا الحديث واضح الدلالة على عصمة الإمام علي عليهالسلام ، لأنَّ صدور المعصية محتمل من غير المعصوم ، ومرتكب المعصية مفارق للحق حال اقترافه الذنب ، فلزم أن يكون الإمام علي عليهالسلام معصوماً بمقتضى هذا الحديث الذي نصَّ على أنَّه مع الحق حتى يردا الحوض على النبي المصطفى صلىاللهعليهوآلهوسلم.
وقال النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : «علي مع القرآن والقرآن مع علي ، لا يفترقان حتى يردا علَيَّ الحوض» (٣) ، وقال صلىاللهعليهوآلهوسلم في مرضه الذي توفي فيه : «إنّي مخلف فيكم كتاب الله وعترتي أهل بيتي ـ ثمَّ أخذ بيد علي فرفعها ـ فقال : هذا علي مع القرآن ـ والقرآن مع علي لا يفترقان حتى يردا علي الحوض ، فأسأَلهما ما خُلِّفتُ فيهما» (٤).
وفي هذا الحديث ما لا يخفى من التأكيد على أنَّ الإمام علياً عليهالسلام مع القران ،
__________________
(١) راجع تفاصيل دلالتها على العصمة في : الأصول العامة للفقه المقارن ١٤٩.
(٢) الإمامة والسياسة ١ / ٩٨ ، تاريخ بغداد ١٤ / ٣٢١ ، تاريخ مدينة دمشق ٤٢ / ٤٤٩ ، المعيار والموازنة ١١٩ ، ٣٢٢.
(٣) تاريخ الخلفاء ١٧٣ ، الجامع الصغير ١ / ٢٥٥ ـ ٢ / ١٧٧ ، الصواعق المحرقة ١٣٤ ، المعجم الأوسط ٥ / ١٣٥ ، المناقب ١٧٧.
(٤) الصواعق المحرقة ١٢٦ ، ينابيع المودة ١ / ١٢٤.