فقد قرن العترة بالكتاب ، وهو أبو العترة ، وسيدهم ومن اقترن بالكتاب ، وكان معه إلى يوم القيامة ، فهو معصوم ، لأنَّه لو لم يكن معصوماً ، لاحتمل أن تصدر منه المعصية ، ويكون مفارقاً للقرآن الكريم حال معصيته.
وقال صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ ضمن خطبة الغدير ـ :
«... فإني فرطكم على الحوض ، وأنتم واردون عليَّ الحوض ، وإنَّ عرضه ما بين صنعاء وبُصرى ، فيه أقداح عدد النجوم من فضة ، فانظروا كيف تخلفوني في الثقلين؟. فنادى مناد وما الثقلان يا رسول الله؟.
قال : الثقل الأكبر : كتاب الله ، طرف بيد الله عزوجل وطرف بأيديكم ، فتمسكوا به لا تضلوا ، والآخر : الأصغر : عترتي ، وإنَّ اللطيف الخبير نبَّأني أنَّهما لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض ، فسألت ذلك لهما ربي ، فلا تقدموهما فتهلكوا ، ولا تقصروا عنهما فتهلكوا».
وهذا الحديث ـ الذي يعرف بحديث الثقلين ـ هو من أدلة عصمة الإمام علي عليهالسلام والعترة الطاهرة ، لأنَّ النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم أخبر بأنَّ التمسك بالكتاب والعترة الطاهرة يعصم من الضلال ، وأنَّ الهلاك في التقدم عليهما ، أو التأخر عنهما. وبديهي أنَّ غير المعصوم معرض لصدور المعصية منه ، والتمسك به ، ومتابعته حال كونه على المعصية ضلال ، فتعين أن يكونوا معصومين لينطبق عليهم ما جاء في الحديث (١).
وحديث الثقلين من الأحاديث المتواترة ، التي استفاض بها النقل وقد رواه
__________________
(١) راجع الأصول العامة للفقه المقارن ١٦٦ فقيه استدلال مفصل.