في القربى دون ذكر أسمائهم : عن الإمام علي عليهالسلام (١) ، والإمام الحسن عليهالسلام (٢).
وعلى فرض شمول الآية الكريمة لكل قربى النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وهم الذين حرِّمت عليهم الصدقة ـ كما يذهب إلى ذلك بعض علماء السنة ـ فإنَّ الإمام علياً ، وفاطمة الزهراء ، والسبطين الحسن والحسين عليهماالسلام هم أقرب الناس إلى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، لأنَّهم نفسه ، وبضعته ، وولداه ، فهم أظهر أفرادها.
أمّا الفريق الثاني من المجحفين : فهم الذين أنكروا كثيراً من النصوص التي جاءت في الحديث النبوي الشريف في فضله ، فعمدوا إلى الأحاديث المتواترة ، والصحيحة ، فأوَّلوها ، أو كذبوها ، بدون دليل على التأويل ، أو التكذيب ، وهؤلاء وإن لم ينصبوا له العداء ظاهراً ، وهم يعترفون أنَّ حبَّه فرض ، ولكنهم أجحفوا حقه ، فساووا به ، أو فضَّلوا عليه من لم يلحق به في الفضل ، ولم يلتزموا بولايته ، فقدموا عليه من اُمر بموالاته ، وتأولوا ولايته بالمحب والناصر ، فخالفوا بذلك الكتاب والسنة بتأويلهما على غير ما نصّا عليه ، وفي ذلك ما لا يخفى من تحريف الكلم عن مواضعه.
وأمّا المعتدلون : فهم الذين صدَّقوا كل ما صحَّ عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم في الإمام علي عليهالسلام ، وما فسِّر فيه من الكتاب العزيز ، فتعبدوا بهما ، واقتفوا أثر الرسول الكريم صلىاللهعليهوآلهوسلم ، في تقديمه له ، وتفضيله إياه على الأمة ، فلم يفرِّطوا في شأنه إلى درجة الغلو ، ولم يقصِّروا في شأنه إلى درجة الإجحاف ، وإنما اتخذوا طريقاً وسطاً ، فأعطوه ما يستحق من الفضل ، لم يزيدوا ، ولم ينقصوا.
__________________
(١) شواهد التنزيل ٢ / ٢٠٥ ، الصواعق المحرقة ١٧٠ ، كنز العمال ٢ / ٢٩٠.
(٢) الصواعق المحرقة ١٧٠ ، مجمع الزوائد ٩ / ١٤٦ ، المستدرك ٢ / ١٧٢ ، المعجم الأوسط ٢ / ٣٣٦ ، نظم درر السمطين ١٤٨.