ولمّا كان حب الإمام علي عليهالسلام فرض واجب على كل مسلم ، وطاعته واجبه ، وهي طاعة لله عزوجل ولرسوله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وولايته مكملة للدين ، يجب الإعتقاد بها ، وقد أمر النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم من حضر يوم غدير خم من المسلمين أن يبلغ الشاهد منهم الغائب ، فمن الواضح أن يُسأل المسلمون عنها بعد الموت ، كما يُسألون عن اُصول العقيدة ، وأداء سائر الواجبات ، ليُميَّز بين المقصِّر والمطيع ، وقد جاء عن السدي في تفسير قوله تعالى : (فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ)(١) عن ولاية علي عليهالسلام (٢).
وفي حديث أبي سعيد الخدري ، عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم في قوله تعالى : (وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ)(٣) ، قال : عن ولاية علي بن أبي طالب (٤).
وقد عقب ابن حجر على حديث أبي سعيد في تفسير هذه الآية الكريمة بقوله : وكأنَّ هذا هو مراد الواحدي بقوله : (روي في قوله تعالى : (وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ)، عن ولاية علي وأهل البيت ، لأنَّ الله أمر نبيه صلىاللهعليهوآلهوسلم أن يعرِّف الخلق أنَّه لا يسألهم على تبليغ الرسالة أجراً إلّا المودة في القربى ، والمعنى : إنَّهم يُسألون : هل والَوْهُم حق الموالاة كما أوصاهم النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم؟ ، أم أضاعوها ، وأهملوها؟). انتهى. وأشار [أي الواحدي] بقوله : كما أوصاهم النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم إلى الأحاديث الواردة في ذلك وهي كثيرة (٥).
وفي حديث ابن عباس قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «إذا كان يوم القيامة أوقفُ أنا وعلي على الصراط ، فما يمر بنا أحد إلّا وسألناه عن ولاية علي ، فمن كانت معه
__________________
(١) الحجر ١٥ : ٩٢.
(٢) شواهد التنزيل ١ / ٤٢٢.
(٣) الصافات ٣٧ : ٢٤.
(٤) شواهد التنزيل ٢ / ١٦١ ، الصواعق المحرقة ١٤٩.
(٥) الصواعق المحرقة ١٤٩.